ذكر تقرير لوكالة "رويترز" أن الصين تنشر عددًا كبيرًا من السفن البحرية وسفن خفر السواحل عبر مياه شرق آسيا، وصل في وقت ما إلى أكثر من 100 سفينة، فيما وُصف بأنه أكبر استعراض بحري للقوة حتى الآن؛ مشيرًا إلى أن الصين "تشهد حاليًا موسمًا مزدحمًا للتدريبات العسكرية، رغم أن جيش التحرير الشعبي لم يعلن بعد عن إجراء تدريبات رسمية واسعة النطاق".
ومع ذلك، فإن ارتفاع النشاط العسكري يأتي في وقت تشهد فيه الصين واليابان أزمة دبلوماسية، بعد أن قالت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي الشهر الماضي إن هجومًا صينيًا افتراضيًا على تايوان قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.
كما أثار إعلان الرئيس التايواني لاي تشينج-تي الشهر الماضي عن إنفاق إضافي قدره 40 مليار دولار على الدفاع لمواجهة الصين غضب بكين.
مع هذا، لم يرتفع عدد السفن الصينية بالقرب من تايوان بشكل كبير، وفقًا لمسؤول أمني وتقارير الاستخبارات.
مخاوف أمنية
نقلت "رويترز" عن أربعة مسؤولين أمنيين في المنطقة أن السفن الصينية تجمعت في المياه الممتدة من الجزء الجنوبي من البحر الأصفر عبر بحر الصين الشرقي وصولًا إلى بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وكذلك إلى المحيط الهادئ. كما أكدت تقارير استخباراتية من دولة في المنطقة صحة رواياتهم، حيث فصّلت عملية الانتشار.
وبحلول صباح الخميس، كان هناك أكثر من 90 سفينة صينية تعمل في المنطقة، وهو عدد أقل من عدد السفن التي كانت تزيد على 100 في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسبما أظهرت الوثائق.
وقالت المصادر إن العمليات تتجاوز النشر البحري الشامل للصين في ديسمبر من العام الماضي، والذي دفع تايوان إلى رفع مستوى التأهب لديها.
وينقل التقرير عن تساي مينج ين، المدير العام لمكتب الأمن الوطني في تايوان، أن الصين الآن فيما يُعد بشكل عام "الموسم الأكثر نشاطًا لتدريباتها العسكرية"، لافتًا إلى أنه اعتبارًا من صباح الأربعاء، أصبح لدى الصين أربعة تشكيلات بحرية تعمل في غرب المحيط الهادئ وتراقبها تايوان، دون الخوض في التفاصيل.
وقالت المتحدثة باسم المكتب الرئاسي كارين كو، في بيان، إن تايوان لديها فهم كامل وفي الوقت الحقيقي للوضع الأمني في مضيق تايوان والمنطقة الأوسع، "ويمكنها ضمان عدم وجود مخاوف بشأن الأمن القومي".
وأضافت أن تايوان "ستواصل العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين لردع أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تهدد الاستقرار الإقليمي".
ردود أفعال
ينقل التقرير عن أحد المسؤولين أن بكين بدأت في إرسال عدد أكبر من المعتاد من السفن إلى المنطقة بعد 14 نوفمبر، عندما استدعت السفير الياباني للاحتجاج على تعليقات تاكايتشي بشأن تايوان.
وقال المسؤول المطلع لـ"رويترز" إن هذا الحشد العسكري الصيني يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع الوطني للصين ويخلق مخاطر لجميع الأطراف، مضيفًا أن بكين "تختبر ردود الفعل في العواصم الإقليمية من خلال النشر غير المسبوق".
كما نفذت بعض السفن الصينية في المنطقة، إلى جانب الطائرات الحربية، هجمات وهمية على سفن أجنبية، وتدربت على عمليات منع الوصول بهدف منع القوات الخارجية من إرسال تعزيزات في حال نشوب صراع، وفقًا للمصدر.
وقال مصدران آخران إن دول المنطقة تتابع التطورات عن كثب، لكنهما أضافا أنها حتى الآن لا تعتقد أن نشر الصواريخ يحمل مخاطر كبيرة. وقال أحدهما: "على ما يبدو هي مجرد تمارين روتينية".