بعمل فني فريد ولغة سينمائي حملت قدرًا من الألم والأمل، شارك الفنان اللبناني جورج خباز في فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي بفيلم "يونان"، بعد جولة شملت عدد من المهرجانات الدولية، ليكون أولى محطات الفيلم عربيًا في جدة.
ويشارك فيلم "يونان" في المسابقة الرسمية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو ما أضفى أهمية من نوع خاص لفريق العمل الذي ضم المؤلف والمخرج أمير فخر الدين، وبطولة هانا شيجولا، أيقونة السينما الأوروبية، وعلي سليمان، وسيبيل كيكيلي، ونضال الأشقر.
وأكد "خباز"، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الفيلم -الذي حصد أكثر من 10 جوائز عقب مشاركته في عدة مهرجانات دولية- يأتي العرض الأول له عربيًا في مهرجان البحر الأحمر؛ ليمثل له تجربة مميزة وفريدة، ويحمل معنى كبيرًا، معربًا عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة، لا سيما أنها المشاركة الرابعة له في المهرجان صاحب الخمس سنوات.
تحمل المشاركة هذه المرة طابعًا خاصًا لـ"خباز"، نظرًا لمشاركة عمله ضمن المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى مضمون الفيلم نفسه الذي يحمل قضية مهمة، إذ قال: "مجرد وجود الفيلم ضمن المسابقة الرسمية يعد اعترافًا بالقيمة الفنية والإبداعية للعمل، ويشكل خطوة مهمة في رحلة الفيلم على الصعيدين العربي والدولي".
أضاف: "يتناول موضوعات إنسانية عميقة، تشمل الهجرة والشتات، والبحث عن الذات، وخسارة الوطن، وفقدان العائلة خصوصًا الأم، ليطرح هذه الموضوعات بطريقة شاعريّة وإنسانية تجعل المشاهد يعيش مع الصراعات الداخلية للشخصيات".
وبيّن أن الفيلم -الذي تدور أحداثه حول مغترب يعمل في الكتابة ويشعر بالعزلة، يقوده القدر إلى جزيرة نائية حيث يلتقي بامرأة تدير فندقًا صغيرًا مع ابنها، ليجد نفسه أمام قرار مصيري يغير مجرى حياته- يتضمن مشاهد تحمل شجنًا داخليًا، مثل لقاء شخصية الفيلم بوالدته، والصراعات العاطفية مع حبيبته، بالإضافة إلى رحلة البحث عن الذات بأسلوب مختلف وجذاب.
وحول أصعب التحديات التي واجهها أثناء العمل، كشف الفنان اللبناني قائلًا: "لا شك أن ظروف التصوير كانت صعبة للغاية، إذ تم التصوير في جزيرة بألمانيا، فكانت تجربة بين الحياة والموت بسبب الطبيعة القاسية والأجواء غير المستقرة، ولا شك أن هذه الظروف أضافت عنصر التحدي والإثارة لفريق العمل، وجعلت التجربة أكثر واقعية واندماجًا مع أحداث الفيلم".