الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وصف قادتها بالأغبياء.. ترامب يصعد هجومه على أوروبا

  • مشاركة :
post-title
ترامب يصعد هجومه على أوروبا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وسط لحظة سياسية ودبلوماسية متوترة، برزت تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتسمت بالحدة تجاه أوروبا وبالتشكيك في استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ما أثار استياءً متزايدًا بين قادة أوروبا.

انتقادات حادة

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب مقابلة مطولة مع "بوليتيكو"، إلى احتمال تراجعه عن دعم أوكرانيا، بينما صعّد انتقاداته لأوروبا واصفًا إياها بأنها ضعيفة ومتحللة وتدمر نفسها من خلال الهجرة. وواجه ترامب صعوبة في تسمية مدن أوكرانية غير كييف، وشوّه عناصر مرتبطة بمسار الصراع، وأعاد تكرار مزاعم يمينية متطرفة بشأن الهجرة الأوروبية المرتبطة بنظرية المؤامرة "الاستبدال العظيم".

ودعا ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قبول اقتراحه بالتنازل عن أراضٍ لروسيا، مدعيًا أن موسكو تحتفظ باليد العليا، وأن حكومة زيلينسكي يجب أن "تلعب اللعبة".

وذكرت "فاينانشال تايمز" أن مبعوثي ترامب منحوا زيلينسكي أيامًا للرد على اتفاق سلام مقترح يجبر أوكرانيا على قبول خسائر إقليمية مقابل ضمانات أمنية أمريكية غير محددة، مشيرةً إلى أن ترامب كان يأمل في التوصل إلى اتفاق بحلول عيد الميلاد.

تصريحات مثيرة

في تصريحاته المتلعثمة، انحرف ترامب بين موضوعات مختلفة مستعيدًا أحقاده ومؤامراته المألوفة، كما رفض مرارًا استبعاد إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا ضمن مساعيه لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو، قائلًا إنه لا يريد أن يستبعد أو يُستبعد ولا يرغب في الحديث عن الاستراتيجية العسكرية.

ووصف ترامب مشكلات أوروبا بعبارات عنصرية، ونعت بعض الزعماء الأوروبيين الذين لم يسمهم بأنهم "أغبياء حقًا"، مؤكّدًا أن استمرار الأوضاع سيجعل عددًا من الدول الأوروبية غير قابلة للاستمرار.

واعتبر أن سياسات الهجرة في أوروبا كارثية، قائلًا إنه منع كارثة مماثلة في الولايات المتحدة. وجاءت المقابلة بعد إصدار استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، التي زعمت أن أوروبا تواجه محوًا حضاريًا بسبب الهجرة الجماعية، وقدمت دعمًا ضمنيًا للأحزاب اليمينية المتطرفة.

ردود أوروبية

أثارت تدخلات ترامب الأخيرة استياءً متصاعدًا بين الزعماء الأوروبيين بعد تصريحات مهينة مشابهة أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير.

ورفض المستشار الألماني فريدريش ميرز فكرة أن أوروبا بحاجة إلى إنقاذ ديمقراطي، واعتبر بعض عناصر الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة غير مقبولة، مشددًا على ضرورة سياسة أمن أوروبية أكثر استقلالًا عن واشنطن. وقال خلال زيارة لمدينة ماينز: "إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى إنقاذ الديمقراطية الأوروبية، والأوروبيون قادرون على ذلك بأنفسهم إذا تطلب الأمر".

وقبل ذلك، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وثيقة البيت الأبيض بأنها استفزازية، كما رأى رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أن دعم واشنطن للأحزاب القومية الأوروبية أمر غير مقبول، معتبرًا أن التدخل في السياسة الأوروبية مرفوض. وأكد أن خطاب فانس في ميونيخ وتغريدات ترامب أصبحت عقيدة رسمية يتعين التعامل معها.

هجرة وانتقادات

وتطرق ترامب إلى ما وصفه بتغير المدن الأوروبية الكبرى مثل لندن وباريس، معتبرًا أنها أصبحت أقل بياضًا، وقال إن الوافدين يأتون من الشرق الأوسط والكونغو وسجون دول أخرى بأعداد كبيرة. وهاجم مجددًا صادق خان، أول رئيس بلدية مسلم لمدينة لندن، واصفًا إياه بأنه "عمدة غير كفء وسيء وشرير ومقزز"، معتبرًا أن لندن تغيرت بشكل مؤسف رغم حبه لها.

ورد خان لاحقًا بأن ترامب مهووس به، متسائلًا عن سبب كراهية الرئيس الأمريكي لمدينة ليبرالية وتقدمية ومتنوعة وناجحة مثل لندن.

وعندما سُئل ترامب عما إذا كانت الدول الأوروبية قد لا تعود حليفة للولايات المتحدة، قال إن الأمر يعتمد، مشيرًا إلى أن القادمين الجدد سيغيرون الأيديولوجية الأوروبية، ما سيجعل الدول أضعف وأكثر اختلافًا. ورغم نفيه امتلاك رؤية محددة لأوروبا، أقر بأنه أيد أشخاصًا لا يحبهم كثير من الأوروبيين، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وأوضح أن ما يريده هو "أوروبا قوية"، لكنه يمتلك رؤية واحدة فقط وهي "الولايات المتحدة أولًا"، قائلًا إنه يمتلك معرفة واسعة وتقارير لا يراها غيره، مؤكّدًا أن ما يحدث في أوروبا مروع.