الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لأول مرة منذ الحرب الباردة.. بريطانيا على وشك خسارة الأطلسي لصالح روسيا

  • مشاركة :
post-title
صراع على النفوذ البحري بين روسيا وبريطانيا

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

حذّر قائد البحرية البريطانية من أن بلاده على وشك خسارة السيطرة على المحيط الأطلسي لصالح روسيا، وأن على سلاح البحرية تحديث نفسه بسرعة لمواكبة هذا التطور، بحسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

واستغل الجنرال جوين جينكينز مؤتمرًا في لندن لإصدار أحد أشد التحذيرات حتى الآن بشأن قدرة بريطانيا في البحر، وسط تزايد خطر الهجوم تحت الماء، قائلاً إن البحرية الملكية ستواجه صعوبة في مواكبة هذا التطور دون تحول سريع ودعم من حلفاء الناتو.

تزايد التهديد الروسي تحت الماء

صرح جينكينز خلال المؤتمر الدولي للقوة البحرية: "الميزة التي تمتعنا بها في المحيط الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة والحرب العالمية الثانية معرضة للخطر، ونحن متمسكون بها، ولكن ليس بفارق كبير".

وأضاف أن روسيا استثمرت "مليارات" في قدراتها البحرية، وخاصة الأسطول الشمالي، على الرغم من الخسائر البشرية والتكاليف الهائلة لغزوها غير القانوني لأوكرانيا.

وشهد العامان الماضيان زيادة بنسبة 30% في عمليات التوغل الروسية في المياه البريطانية، بما في ذلك "الوجود الواضح" لسفن التجسس مثل يانتار، التي يُشتبه في أنها ترسم خرائط للكابلات البحرية، ودخلت المياه البريطانية الشهر الماضي وأطلقت أشعة الليزر على الطيارين العسكريين.

وفي إشارة إلى التهديد الذي تشكّله روسيا، قال جينكينز: "يانتار هي الجزء المرئي فقط الذي نراه للعامة، لكنها ليست الجزء الذي يقلقني أكثر، ما يحدث تحت الماء هو ما يقلقني أكثر".

التقنيات البريطانية الجديدة

وأكد جينكينز أن المملكة المتحدة تخوض غمار الحرب في "ساحة المعركة تحت الماء" بتقنيات جديدة مثل الطائرات الشراعية ذاتية التشغيل تحت الماء، القادرة على رصد غواصات العدو، و"أتلانتيك باستيون"، وهي سلسلة من أجهزة الاستشعار ذاتية التشغيل التي ستكون بمثابة "عيوننا وآذاننا"، وسيتم إصدار عقودها العام المقبل.

وتولى جينكينز قيادة البحرية في مايو الماضي، وقد عانت هذه القوات من مشكلات لسنوات، بما في ذلك نقص السفن والغواصات للعمليات وصعوبة تجنيد عدد كافٍ من البحارة، على الرغم من تحسن هذا الوضع ببطء.

مشكلات الغواصات البريطانية

تضطر غواصات البحرية الأربع القديمة من فئة فانجارد، التي تحمل صواريخ ترايدنت النووية، إلى البقاء في البحر لعدة أشهر بسبب نقص القوارب المتاحة، بينما لا يُعتقد أن أيًا من غواصاتها الهجومية الخمس من فئة أستوت في البحر بسبب عمليات التجديد ومشكلات أخرى.

وأعلن جينكينز عن إصلاح شامل لطريقة تدريب كبار ضباط البحرية بعد سلسلة من الفضائح التي تورط فيها سلفه وضباط آخرون، قائلاً: "نحن بحاجة إلى قادة قادرين على القتال، ولهذا السبب شرعنا في برنامج لمراجعة طريقة تدريب ضباطنا في البحرية الملكية ومشاة البحرية الملكية. نحن بحاجة إلى قيادة متميزة قادرة على تحقيق النتائج، وبالتالي سيكونون قادرين على إلهام شعبهم في الوقت نفسه".

تعزيز الدفاع البريطاني

وفي أبريل من العام الماضي، أعلنت بريطانيا تعزيز دفاعها بقيمة 75 مليار جنيه إسترليني، وستشهد هذه الخطوة إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول نهاية العقد.

ووعدت المملكة المتحدة بضخ 75 مليار جنيه إسترليني إضافية في ميزانيتها الدفاعية على مدى السنوات الست المقبلة، في خطوة من شأنها أن تجعل إنفاقها أعلى بكثير من الهدف الحاسم لحلف شمال الأطلسي، ويزيد الضغط على الحلفاء الأوروبيين ليحذوا حذوها، بحسب صحيفة "بوليتيكو".