رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استبعاد إمكانية عودة المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي خلال حياته، مؤكدًا أنه يُجري مناقشات مع شركائه الأوروبيين "حول كيفية التقارب"، بحسب "تليجراف".
تأتي تعليقات كير ستارمر وسط دعوات متزايدة من داخل داوننج ستريت وكبار الشخصيات في حزب العمال لإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبعد سؤاله 5 مرات عما إذا كان لا يزال يعتقد أن المملكة المتحدة لن تعود إلى الاتحاد الأوروبي خلال حياته، كما قال خلال حملة الانتخابات العامة العام الماضي، رفض كير ستارمر الإجابة.
ستارمر يفتح الباب
في خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال إنه سيكون "متهورًا تمامًا" استخدام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "كنموذج لسياستنا الخارجية المستقبلية، وتعهد بـ"علاقة أوثق" مع الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية ولاية حزب العمال في الحكومة.
وقال رئيس الوزراء، الذي قال إن النمو الاقتصادي هو الأولوية القصوى لحكومته، إنه يريد بناء علاقات تجارية أوثق مع الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس كسر التزامات حزب العمال بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا الضغط من أجل تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في أعقاب مخاوف من فشل الإجراءات المُعلنة في ميزانية الشهر الماضي في ضمان نمو اقتصادي كافٍ للمملكة المتحدة.
السوق الموحدة
أكد كير ستارمر مجددًا أنه لا يخطط للانضمام مجددًا إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، بعد أن قال نائب رئيس الوزراء إن الدول في مثل هذه الاتحادات تشهد تعزيزًا لاقتصاداتها.
وقال ديفيد لامي في تصريح عبر بودكاست الخميس الماضي، إنه "من الواضح" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ألحق الضرر بالاقتصاد البريطاني، وأن العودة إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي "ليست سياستنا حاليًا" – لكنه أكد أن تركيا شهدت نموًا نتيجة لاتحادها مع الاتحاد.
استبعد البيان الانتخابي لحزب العمال عودة المملكة المتحدة إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، حيث تفرض الدول الأعضاء الـ27 المتبقية نفس الضرائب على السلع المستوردة من خارج الكتلة.
وقال الحزب أيضًا إنه لن ينضم مرة أخرى إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، حيث تعتمد الدول قوانين مشتركة في بعض المجالات لتسهيل تجارة السلع والخدمات.
الالتزام بالخطوط الحمراء
وتحاول الحكومة البريطانية إقامة علاقات اقتصادية أوثق من خلال سلسلة من الصفقات الجانبية التي تغطي قواعد معايير الغذاء، وتأشيرات الشباب، وتسعير الكربون، وتجارة الكهرباء.
وفي وقت سابق، بدا متحدث باسم داونينج ستريت وكأنه يقلل من أهمية تعليقات لامي، مؤكدًا أن الحكومة ستسعى إلى إعادة بناء العلاقات "مع الالتزام بخطوطنا الحمراء".
وأضاف أن حزب العمال يريد تعزيز النمو من خلال "علاقات تجارية مفتوحة" – مشيرًا إلى اتفاقيات التجارة وخفض التعريفات الجمركية التي أبرمتها الحكومة مع الهند والولايات المتحدة، وهما اتفاقيتان أصبحتا ممكنتين بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في يوم الخميس 23 يونيو 2016، أُجري استفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وصوّت الشعب البريطاني لصالح الخروج.