الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العالم سيحترق.. تحذير برازيلي لأمريكا من "فيتنام جديدة" في فنزويلا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

حذَّر سيلسو أموريم، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من أن هجوم الولايات المتحدة على فنزويلا قد يدفع أمريكا الجنوبية إلى صراع على غرار فيتنام.

وصف أموريم، الدبلوماسي المخضرم والوزير السابق في أول فترتين من ولايات الرئيس البرازيلي الثلاث، قرار دونالد ترامب الأخير بإغلاق المجال الجوي الفنزويلي بأنه "عمل حرب"، وأعرب عن مخاوفه من أن الأزمة قد تشتد خلال الأسابيع المقبلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة "ذا جارديان".

وقال أموريم: "آخر ما نتمناه هو أن تصبح أمريكا الجنوبية منطقة حرب. وهي منطقة لن تقتصر حتمًا على مجرد حرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بل ستمتد إلى تدخل عالمي، وهذا أمر مؤسف للغاية".

جاءت هذه التصريحات في ظلِّ تصاعد التوترات العسكرية بين واشنطن وكاراكاس، حيث نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" ومجموعة قتالية في البحر الكاريبي، وسط اتهامات متبادلة بين البلدين.

ضربات الولايات المتحدة الأمريكية في بحر الكاريبي

وأضاف كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس البرازيلي، الذي يعتقد أن حتى بعض أعداء الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو سوف يميلون إلى الانضمام إلى المقاومة ضد مثل هذا التدخل الأجنبي: "إذا كان هناك هجوم حقيقي، فأعتقد بلا شك أنك سترى شيئًا مشابهًا لفيتنام".

وقال أموريم، الذي توقع أن أي هجوم أمريكي من شأنه أن يؤدي إلى إحياء المشاعر المعادية للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية على غرار تلك التي تولدت بسبب التدخل الأمريكي خلال الحرب الباردة: "أعرف أن أمريكا الجنوبية، قارتنا بأكملها موجودة بفضل المقاومة ضد الغزاة الأجانب".

منذ أغسطس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على مادورو، وأطلقت أكبر عملية انتشار بحرية في البحر الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ونفّذت سلسلة من الغارات الجوية القاتلة على قوارب مزعومة لنقل المخدرات؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

إلى جانب ذلك، أوقفت معظم شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى فنزويلا بعد أن أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي للبلاد بالكامل أواخر الشهر الماضي، وهي الخطوة التي وصفها أموريم بأنها غير قانونية تمامًا.

وبحسب بعض التقارير، أعطى ترامب لمادورو مهلة أسبوع واحد للاستقالة خلال مكالمة هاتفية في 21 نوفمبر الماضي، وهو الموعد النهائي الذي انقضى بالفعل.

يشتبه العديد من المراقبين في أن الخطوة التالية لترامب، قد تكون إصدار أوامر بشن ضربات داخل فنزويلا، فيما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة لإسقاط مادورو عبر إثارة تمرد عسكري ضده.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

لكن مادورو، الذي انتُخب ديمقراطيًا في عام 2013، لم يُظهر أي علامة على الاستسلام.

وقال أموريم – الذي لم تقبل حكومته ادعاء مادورو بالفوز في انتخابات 2024، على الرغم من العلاقات الطويلة الأمد مع حركته السياسية – إن البرازيل تعارض تغيير النظام بالقوة، على الرغم من الاعتراف بوجود "مشكلات" في فرز الأصوات.

وأضاف الدبلوماسي، الذي أكد أنه يتحدث بصفته الشخصية وليس نيابة عن لولا: "إذا أدت كل انتخابات مشكوك فيها إلى غزو، فإن العالم سوف يحترق".

تزايدت التكهنات حول الوجهة المحتملة لمادورو إذا تخلى عن السلطة ولجأ إلى المنفى، ويُعتقد أن من بين الملاذات المحتملة كوبا وروسيا.