أبدت مجموعة من الدول، يوم الخميس، عزمها تقديم العون إلى سوريا لرفع المعاناة عن ضحايا الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة، الأمر الذي قد يسرع من وتيرة الإنقاذ في وقت تضاءلت فيه فرص النجاة لعالقين تحت الأنقاض لأكثر من 70 ساعة، بينما تجابه إمكانات محلية مدعومة بفرق إغاثة محدودة الأزمة لليوم الرابع، في انتظار دعم دولي أكبر.
وضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف قرابة 20 ألف حالة وفاة، وخسائر كبيرة بالممتلكات في البلدين.
قافلة مساعدات أممية
ودخلت قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى سوريا، الخميس، عبر معبر باب الهوى، لتمثل شريان حياة لنحو أربعة ملايين شخص يعيشون في شمال غرب البلاد.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سوريا جير بيدرسن، من جنيف، إن المتضررين من الزلزال يحتاجون إلى "مزيد من كل شيء بلا استثناء"، فيما يتعلق بالمساعدات.
وأضاف أن الطرق المؤدية للمعبر الحدودي دُمرت جراء الزلزال، مما أدى إلى تأخر توصيل المساعدات.
إمدادت أمريكية طارئة
بينما قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إنها ستقدم مساعدات إنسانية عاجلة لتركيا وسوريا بقيمة 85 مليون دولار في أعقاب الهزات الأرضية المدمرة التي ضربت المنطقة هذا الأسبوع.
وقالت الوكالة في بيان نقلته رويترز: "تقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إمدادات طارئة من الأغذية والمأوى للاجئين والنازحين حديثًا وإمدادات شتوية، لمساعدة العائلات على مواجهة البرد، وخدمات الرعاية الصحية الضرورية لتوفير الدعم في مواجهة الصدمات، ومياه الشرب الآمنة للوقاية من الأمراض، ومساعدات خاصة بالنظافة والصرف الصحي للحفاظ على سلامة الناس وصحتهم".
26 مليون يورو مساعدات ألمانية
وكشفت ألمانيا عن عزمها زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها في سوريا إلى 26 مليون يورو (ما يعادل 28 مليون دولار) لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين بعد الزلزال المدمر.
وقالت السفارة الألمانية في بيروت، إن الحاجة للأموال تظهر "بشكل خاص في المناطق المتضررة بشمال غرب البلاد"، وهي التي تضم الكثير من المشردين السوريين، وفق "رويترز".
وأضاف البيان: "يمكن لألمانيا البناء على العلاقات الوثيقة مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية في شمال غرب سوريا، إذ تقدم بالفعل مساعدات إنسانية واسعة النطاق هناك".
دعم بريطاني إضافي
وتعهدت بريطانيا، بتقديم تمويلات إضافية، تبلغ ثلاثة ملايين جنيه استرليني (3.65 مليون دولار) على الأقل، لدعم عمليات البحث والإنقاذ ومساعدات الطوارئ في سوريا عقب الزلزالين اللذين ضربا المنطقة.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان: "في ضوء قوة الزلزالين وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا فإن المملكة المتحدة ستعطي تمويلاً إضافياً لدعم عمليات البحث والإنقاذ".
وضع سوريا أصعب
قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إن بريطانيا ستواصل العمل مع الأمم المتحدة وغيرها لدعم تركيا وسوريا في أعقاب الهزات الأرضية التي وقعت هناك، واصفًا الوضع في سوريا بأنه "أصعب بكثير".
وأضاف: "بالطبع الوضع في سوريا، ولأسباب واضحة، أصعب بكثير وأشد تعقيدًا، لكن بغض النظر عن أي شيء هناك أرواح يجب إنقاذها".
وفي أحدث إحصاء حتى كتابة التقرير، أعلنت الصحة السورية ارتفاع الوفيات إلى 1347 حالة، و2295 مصابًا في 4 مدن، هي اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.