في ظل ظروف صعبة، جراء الزلزال القوي، تجابه سوريا بإمكاناتها المحلية، مدعومة بفرق إغاثة محدودة، لليوم الثالث، كارثة إنسانية راح ضحيتها حتى اللحظة أكثر من 2000 شخص، فيما لاتزال حيوات تحت الأنقاض تأمل أن ترى النور قريبًا، لكن منظمة الصحة العالمية التي تنسق الجهود للاستجابة، تقول إن الاحتياجات الصحية المطلوبة "ضخمة".
وضرب زلزال أطلق عليه اسم "كهرمان مرعش" بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وسط تركيا وشمال غرب سوريا، فجر أمس الاثنين، أعقبته هزة قوية ثانية بقوة 7.7 عند منتصف النهار، ما أسفر عن آلاف القتلى والمصابين في البلدين، ودمار غير مسبوق لزلزال لم تشهد المنطقة في مثل قوته منذ قرابة قرن، وأطلقت أنقرة على أثره درجة الإنذار الرابعة المعنية بطلب المساعدة الدولية.
وتجاوز عدد ضحايا الزلزال المدمر في سوريا 2500 شخص، وأكثر من 4000 جريح، في عموم البلاد بحسب إفادات وسائل الإعلام الحكومية السورية وخدمة الإنقاذ في شمال غرب البلاد.
مساعدات ضخمة
وأعلن تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في إفادة صحفية، أن المنظمة سترسل وفدًا رفيع المستوى لتنسيق جهود الإغاثة إضافة إلى ثلاث رحلات جوية تحمل دعمًا طبيًا، واحدة في طريقها بالفعل إلى إسطنبول، ولم يوضح طبيعة المساعدات لسوريا.
وقالت الدكتورة إيمان الشنقيطي ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إن الاحتياجات الصحية المطلوبة هناك ضخمة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
عقوبات تعرقل المساعدات
وطالب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الدول الأوروبية بإرسال مساعدات إلى بلاده المنكوبة جراء الزلزال، داعيًا إلى ضرورة عدم التذرع بالعقوبات المفروضة على سوريا، وفق تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" أمس الثلاثاء.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه مستعد لتقديم الدعم للمتضررين في سوريا، لكنه أشار إلى أنه لم يتلق بعد طلبًا من الدولة السورية لتفعيل آلية الحماية المدنية.
وقالت لندن إنها تتواصل مع الأمم المتحدة بشأن تقديم الدعم لسوريا.
وهبّت الدول العربية لنجدة سوريا، ودعّمتها بفرق إنقاذ وطائرات محملة بشحنات من المساعدات الإغاثية والطبية.
ومنذ عام 2011، تفرض الولايات المتحدة ودول أوروبية عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية جراء الوضع المتعلق بحقوق الإنسان في البلاد.
خطة تحرك محلية طارئة
أما سوريا التي تتعامل منذ أكثر من 50 ساعة مع وضع إنساني حيث لاتزال مئات الأسر أسفل الحطام جراء الكارثة، فاعتمدت خطة تحرك طارئة أُطلقت على المستوى الوطني للبلاد، للتعامل مع تداعيات الزلزال الذي تجاوز ضحايا 2500 شخص، وأكثر من 2000 جرحى في عموم البلاد.
الجيش يشارك بعمليات الإنقاذ
استجابت وزارة الدفاع السورية للخطة الوطنية للإنقاذ، إذ يشارك ضباط وعناصر الجيش العربي السوري في عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر في 4 مدن سورية.
ودفعت وزارة النقل ضمن الخطة، بالروافع الشوكية وروافع الحمولات الكبيرة الموجودة في مرفأ اللاذقية إلى عمليات إزالة الأنقاض.
ودعمت العاصمة السورية دمشق، المحافظات المنكوبة بآليات ومعدات ثقيلة شملت تريكسات وضواغط حفر وقلابات وبوكات.
الرعاية الصحية
ودفعت وزارة الصحة السورية بـ4 شاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماة، إضافة لإرسال القوافل الطبية من مديريات صحة دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس إلى محافظات حلب واللاذقية، وإرسال 28 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس، كمؤازرة لحلب واللاذقية.
ودعمًا للقطاع الصحي، دفعت نقابة الأطباء بجميع أعضائها بالمحافظات للتواجد في المشافي العامة والخاصة لتقديم الدعم والرعاية الصحية اللازمة للمصابين جراء الزلزال والاستعداد لمواجهة أي طارئ.
وأطلقت جهات ومؤسسات سورية حملات للتبرع بالدم شملت كنائس سوريا والاتحاد الوطني للطلبة.
كما تلتزم وزارة الدفاع السورية، ضمن الخطة الطارئة، بتوفير كميات كافية من مختلف الفصائل في جميع بنوك الدم، ولاسيما المحافظات المتضررة من الزلزال.
حملات تبرعات
أطلقت الأمانة السورية للتنمية حملة لجمع التبرعات، وفي إطار الاستجابة الإنسانية والمجتمعية، قدمت غرفة الملاحة البحرية 100 مليون ليرة، كما قدمت الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني 28 مليون ليرة، لدعم المتضررين جراء الزلزال.
وقدمت نقابة الفنانين السورية تبرعًا بلغت قيمته نحو 75 مليون ليرة سورية دعمًا للمتضررين من الزلزال.
وقدمت شركات التأمين في سوريا 65 مليون ليرة سورية للمتضررين من الزلزال في محافظات حلب واللاذقية وحماة
كما أعلنت وزارة الأوقاف عن جمع التبرعات في صناديق المساجد لصالح المتضررين ضمن حملة التبرعات الوطنية.
مراكز إيواء
ووضعت الدفاع السورية شقق سكنية في سكن السكك الحديدية في مدينة حلب لخدمة المحافظة لإيواء المتضررين، وتعمل على مدها بالمستلزمات الضرورية.
وأعلنت عن تجهيز 1250 سلة مساعدات غذائية لمراكز الإيواء في المحافظات المتضررة من الزلزال. وتجهيز 800 سلة غذاء لإرسالها إلى متضرري الزلزال في محافظة اللاذقية.
وأمرت وزارة الأوقاف بفتح صالات وخدمات المساجد لاستقبال المتضررين من الزلزال.
وفتحت الأمانة السورية للتنمية أبواب جميع المنشآت المجتمعية التابعة لها في محافظات اللاذقية وحلب وحماة لاستضافة الأهالي ممن خسروا منازلهم، وتقديم ما يلزم خلال فترة إقامتهم.