بين "السما والأرض"، تُحلق حتى تكاد تلمس السحاب في جنوب مصر، فتراها من موقعك إذا كنت تشاهدها من بعيد، وكأنها لوحة مُشتعلة تتوهج بالنور من الأسفل، تغمرها السعادة وتكسو البهجة وجوه من يسكنها.. ليس هذا وصف لوحة بأحد المعارض الفنية بل مدينة الأقصر، من المناطيد (البالونات الطائرة) فوق سماء المدينة الأثرية الساحرة.
لا يستطيع أي عابر أن يصبح جزءًا من اللوحة المبدعة التي تتطاير قبل دقات الخامسة صباحًا، ويتطلب الأمر أن تغادر فراشك في الثالثة فجرًا، والانتقال من مقر إقامتك بالمراكب الصغيرة، للوصول للجهة الأخرى من نيل مصر، لتبدأ رحلة الصعود إلى السماء في رحلة تستغرق نحو 40 دقيقة.
يحلق راكب المنطاد أعلى معابد الأقصر حتى يصل معابد الكرنك ومقابر وادي الملوك والملكات، ليرى المدينة بأكملها، تضم أكثر من 800 منطقة ومزار أثري يذهب إليه السائحون من كل أنحاء العالم، لمشاهدة عظمة المصري القديم، الذي عاش قبل آلاف السنين.
الإثارة والدهشة تنتاب رواد المنطاد الطائر فوق سماء المدينة الجنوبية، إذ يمكنك مشاهدة جميع الآثار في آن واحد، وكأنك تملك المدينة بين يديك في تجربة فريدة من نوعها، حيث الهواء الدافئ في أعلى قمة المدينة.
كشف الشمس للمعابد واحدًا تلو الآخر من أعلى بلاد طيبة المصرية، حيث مدينة الأقصر، أمر ربما يجب أن يخوضه الفرد للاستشفاء، فمن المنطاد يرى الركاب تباين الألوان وكأنها لوحة أخرى يُرى فيها اللون الأخضر، الذي يدل على الأراضي الزراعية، والأصفر على الصحراء والأزرق على نهر النيل المصري.