أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الأربعاء، أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددًا على أن "التهجير من قطاع غزة خط أحمر لن تسمح مصر بتجاوزه"، وهو موقف ثابت لم يتغير رغم محاولات الضغط أو المناورة.
وأوضح "رشوان" لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تدرك جيدًا أن خطة السلام الأمريكية – المعروفة إعلاميًا بـ"خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" – تتضمن بوضوح بندًا يمنع إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، بما في ذلك سكان قطاع غزة.
أهل الأرض ليسوا ضيوفًا أو نازحين
ذكر، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، أنّ المبدأ المستقر في القانون الدولي والمستقر في القرارات الدولية المتعلقة بالأراضي الفلسطينية أنها أراضٍ يسكنها أهلها، أي أن أهل غزة هم أهل هذه الأرض، ليسوا ضيوفًا وليسوا نازحين إليها من بلد آخر.
وأضاف "رشوان"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، أنّ التمسك بحق البقاء في غزة هو حق راسخ في القانون الدولي، مشددًا، على أي شيء مخالف لهذا يعتبر جريمة حرب.
وتابع، أنّ مصر ترفض التهجير الإجباري، وتؤكد أن سلطة الاحتلال هي المسؤولة عن أي خروقات في هذا الشأن، كما أن خطة الرئيس ترامب قالت بشكل واضح في البند رقم 12 من الخطة نصًً أنه لا يجبر أحد على المغادرة، وسيكون لمن يرغب بالمغادرة حرية المغادرة، والعودة.
وأردف، أنّ مصر قبل خطة الرئيس ترامب بعامين تمسكت بالموقف نفسه الذي دأبت عليه الخطة، لا تهجير قسريًا، وأن من يرغب يهاجر وأن من يغادر له حق العودة، وأنه لابد من أن يشجّع الناس على البقاء في أراضيهم، وتوفير ظروف حياة أفضل لهم.
وواصل: "ومن هنا كانت خطة مصر للتعافي وإعادة الإعمار، وهي الخطة التي عُرضت على القمة العربية والإسلامية وتم الموافقة عليها بالإجماع، ومن ثمّ، مصر ليس فقط ترفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية أو الشائعات الإسرائيلية أو الاتهامات الإسرائيلية لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني فقط، ولكنها أيضاً وضعت أبعد من هذا من أجل إعادة إعمار قطاع غزة حتى يكون مكاناً طبيعياً يستطيع الناس أهل غزة أشقائهم أن يبقوا فيه ولا يجبروا تحت ظروف السيئة للمغادرة".
المزاعم الإسرائيلية متواصلة
قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنّ إسرائيل لم تنشر الشائعات والأنباء غير الدقيقة بخصوص التنسيق مع مصر لفتح معبر رفح خلال الأيام القادمة للخروج من غزة لا يحدث للمرة الأولى، فقد تكرر هذا الأمر في عديد من المواقف طوال الحرب وحتى اللحظة.
وأضاف "رشوان"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الجانب الإسرائيلي عادة عندما يفعل هذا، فهو يريد إلقاء المسؤولية على غيره، ويعلم جيدًا أن خطة الرئيس ترامب التي وقّع عليها بنيامين نتنياهو مع حركة حماس ومع ضمان مصري قطري تركي أمريكي تنص في البند الـ12 لها على أنه لن يجبر أحد من قطاع غزة على مغادرة أراضيه وإذا خرج طوعًا فله حق الرجوع والعودة.
وأوضح، أن التسريب بأن هناك خروجًا من الجانب الفلسطيني للجانب المصري هو محاولة لتحميل مصر الخطة الإسرائيلية المرفوضة والمدانة مبدئيًا من مصر ودول العالم كله، إما بالضغط على الفلسطينيين للخروج قسرًا أو لتدمير غزة لجعلها مكان بحسب تعبيرات رئيس هيئة الأركان مكان غير صالح للحياة فيخرجوا طوعًا.
وواصل: "ومن ثمّ فهذا أمر تريد السياسة الإسرائيلية أن تروج له ولكن الجانب المصري أعلن القول وكما ذكر المصدر المسؤول الذي نقلت عنه الهيئة العامة للاستعلامات أكد كل هذه الثوابت للسياسة الخارجية المصرية فيما يخص تهديد القضية".
وأوضح ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلًا عن بعض المصادر بشأن التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من غزة هو دأب المعتاد من الجانب الإسرائيلي فيما يخص الحدود المصرية، موضحًا: "وهذه الأنباء كما ذكر المصدر المسؤول المصري لا أساس لها من الصحة".
وشدّد رشوان على أن أنّه لا يوجد شيء إطلاقًُا اسمه التنسيق بين مصر والجانب الإسرائيلي حول فتح المعبر من الجانب الفلسطيني فقط، أي خروج الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأراضي المصرية.
وتابع، أنّ هذا لم يحدث إطلاقًا، وأنه لا يظن أنه أيضًا سيحدث على الإطلاق فيما بعد، مشددًا، على أن مصر منذ البداية تفتح المعبر من الجانبين، وفي بداية هذه حرب 7 أكتوبر 2023 كان هناك عالقين كانوا موجودين في المنطقة الفلسطينية في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه من كان يسمح به ودخل إلى مصر بعض الجرحى والمصابين أو الذين لديهم ارتباطات في دراسة أو غيرها، سمح أيضاً لآلاف العالقين في مصر من الإخوة الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم.
وأردف: "وبالتالي هذه التسريبات أو هذه المزاعم ليست صحيحة على الإطلاق، والمصدر المصري المسؤول أكد هذا، ومصر تؤكد بأن التهجير سواء كان قسريًا أو طوعيًا هو أمر خط أحمر بالنسبة لمصر، إلى جانب التهديد للأمن القومي، اللذان هما الخطان الأحمران بالنسبة للسياسة المصرية".
واختتم "رشوان" بالتأكيد على أن مصر تواصل دعمها الكامل للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في العودة وعدم التهجير، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي أكتوبر الماضي، وقّعت مصر والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر، "وثيقة شاملة" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة.
ووقّع الوثيقة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيريه الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويهدف الاتفاق إلى تحقيق وقف شامل للحرب، والإفراج عن المحتجزين والأسرى بين الجانبين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.