قدَّمت عائلة رجل كولومبي، يُعتقد أنه قُتل في غارة جوية أمريكية في منطقة البحر الكاريبي، أول شكوى ضد مثل هذه الهجمات إلى اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان، بحسب "شبكة سي إن إن".
وتقول العريضة، التي قدَّمها محامي حقوق الإنسان الأمريكي دان كوفاليك، أمس الثلاثاء، إن الصياد الكولومبي أليخاندرو كارانزا قُتل عندما ضربت البحرية الأمريكية قاربه قبالة سواحل كولومبيا في 15 سبتمبر.
أول شكوى رسمية
وتُمثل العريضة أول شكوى رسمية بشأن الغارات الجوية التي شنتها إدارة ترامب ضد قوارب المخدرات المشتبه بها، وهي الهجمات التي يقول البيت الأبيض إنها "مبررة"؛ بموجب تفسير جديد للقانون.
قدّم الشكوى دان كوفاليك، محامي حقوق الإنسان المُقيم في بيتسبرج، وجاء في الشكوى: "في 15 سبتمبر 2025، قصف الجيش الأمريكي قارب أليخاندرو أندريس كارانزا ميدينا، الذي كان يُبحر به في البحر الكاريبي قبالة سواحل كولومبيا، وقد قُتل كارانزا أثناء عملية القصف".
مطالب العائلة
وقال كوفاليك إنهم يسعون إلى تعويض عائلته ووضع حدٍّ لعمليات القتل هذه، لكنه لم يوضح كيفية تلبية هذه المطالب. وأضاف: "هذه الجرائم تتعارض مع القانون الدولي، ومع القانون الأمريكي، نريد أن يتوقف هذا، ونعتقد أن هذه خطوة أولى على الأقل لتحقيق ذلك".
حدد كوفاليك هوية بيت هيجسيث، وزير الحرب الأمريكي، كمرتكب الجريمة، استنادًا إلى تصريحات هيجسيث نفسه، وجاء في الملف: "نعلم من تقارير إخبارية عديدة أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع الأمريكي، كان مسؤولًا عن إصدار أوامر بتفجير قوارب مثل قوارب أليخاندرو كارانزا ميدينا، وقتل جميع من كانوا على متنها".
واعترف الوزير هيجسيث بأنه أصدر هذه الأوامر رغم جهله بهوية المستهدفين بهذه التفجيرات وعمليات القتل خارج نطاق القضاء.
رد البيت الأبيض
ولم ترد المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي بشكل مباشر على الأسئلة حول الشكوى أو وفاة كارانزا ميدينا، لكنها كتبت في رسالة بالبريد الإلكتروني أن وسائل الإعلام "تعمل الآن على توفير غطاء للإرهابيين الأجانب الذين يقومون بتهريب المخدرات القاتلة بهدف قتل الأمريكيين".
يبدو أن كارانزا، البالغ من العمر 42 عامًا، قُتل في الغارة الثانية ضمن حملة القصف التي شنتها إدارة ترامب في 15 سبتمبر.
وكشفت الإدارة علنًا عن 21 غارة على قوارب مزعومة لتهريب المخدرات، وتقول عائلة كارانزا إنه كان صيادًا، وكان كثيرًا ما ينطلق بحثًا عن أسماك المارلن والتونة.
في يوم الضربة، أعلن ترامب على منصته "تروث سوشيال": "هذا الصباح، بناءً على أوامري، نفَّذت القوات العسكرية الأمريكية ضربةً حركيةً ثانيةً ضد عصابات تهريب مخدرات وإرهابيين متورطين في أنشطة عنيفة للغاية، تم تحديدها بشكل مؤكد، في منطقة مسؤولية القيادة الجنوبية".
وأرفق ترامب فيديو مصحوبًا بعلامة "غير سرية" لقارب صغير يطفو على الماء قبل ضربه. ورغم أن ترامب قال إن الطاقم "من فنزويلا"، إلا أن الحكومة الكولومبية سرعان ما حددت هويتهم على أنهم كولومبيون.
موقف الحكومة الكولومبية
حاولت الولايات المتحدة تبرير ضرباتها قانونيًا بالادعاء أن القوارب كانت تقل أفرادًا مرتبطين بنحو عشرين عصابة مخدرات متورطة في نزاع مسلح مع الولايات المتحدة، وأكد البيت الأبيض مرارًا أن إجراءات الإدارة "تتوافق تمامًا مع قانون النزاعات المسلحة"، وهو مجال من القانون الدولي يهدف إلى منع الهجمات على المدنيين.
من جانبه، قال الكولومبي جوستافو بيترو سابقًا، إن كارانزا كان صيادًا طوال حياته، لا علاقة له بتجارة المخدرات، وإن قاربه كان يُظهر إشارة استغاثة بسبب عطل في المحرك.
وأقرَّ بيترو لاحقًا بأن كارانزا ربما يكون قد قبل أموالًا لنقل سلع محظورة بسبب وضعه المالي، لكنه قال: "لم تكن أفعاله تستحق عقوبة الإعدام قط".