الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بصيص أمل جديد نحو علاج نهائي لفيروس نقص المناعة

  • مشاركة :
post-title
اختبار نقص المناعة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أشارت تقارير علمية حديثة إلى نجاح فريق بحثي أمريكي في تحقيق نتائج مبشرة قد تُغير مستقبل ملايين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية حول العالم، فبعد ثلاثة عقود من المحاولات، تمكن العلماء من السيطرة على الفيروس لدى بعض المرضى دون الحاجة للأدوية اليومية، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية المرموقة وأوردتها صحيفة واشنطن بوست.

اختراق علمي بعد 30 عامًا من البحث

قاد البروفيسور ستيفن ديكس من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، تجربة علاجية مكثفة شملت 10 مرضى، تلقوا خلالها مزيجًا معقدًا من العلاجات المناعية التجريبية على مدار عامين، تطلبت 60 موعدًا طبيًا.

وبعد إيقاف الأدوية المضادة للفيروسات، حدثت المفاجأة، وهي أن ستة من المشاركين شهدوا عودة بطيئة جدًا للفيروس مع بقائه عند مستويات منخفضة لأشهر طويلة، بينما استمر الجهاز المناعي لأحد المشاركين في قمع الفيروس لأكثر من عام ونصف العام دون أي تدخل دوائي.

وصف ديكس، الذي يُجري دراسات مشابهة منذ 30 عامًا، هذه النتائج بأنها "استثنائية وغير مسبوقة"، مؤكدًا أن الدراسة رغم صغر حجمها وغياب مجموعة مقارنة، إلا أنها تفتح آفاقًا جديدة في هذا المجال.

وأيدته في ذلك الدكتورة شارون ليوين، مديرة معهد دوهرتي بجامعة ملبورن، التي أشادت بالنتائج، قائلة إن "الدراسة ستقود اتجاهات جديدة في المجال، وهذا ما يحتاجه بشدة".

أزمة عالمية تتطلب حلولًا جذرية

تكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ظل معاناة أكثر من 40 مليون شخص حول العالم من الفيروس، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فبالرغم من النجاح الكبير للعقاقير المضادة للفيروسات في السيطرة على المرض، إلا أن الحاجة لتناول الأدوية مدى الحياة تفرض أعباءً ثقيلة على المرضى، من ضرورة الحصول على رعاية صحية مستمرة وإمكانية الوصول الدائم للعلاجات، وهو ما يصعب تحقيقه في كثير من دول العالم.

رحلة أمل وخيبة ألهمت الملايين

وقال توم بيرولت -الستيني الذي ظل يتناول حبة دوائية يوميًا منذ عام 2005، وكان أحد المشاركين في هذه التجربة الرائدة-، إنه بعد تلقيه العلاجات المناعية، أوقف دواءه، يوليو 2021، ومرت الأشهر دون عودة الفيروس "يوليو، أغسطس، سبتمبر، وأكتوبر من العام ذاته".

ويتذكر "بيرولت" تلك اللحظات قائلًا: "أدركت أن جسدي يقمع الفيروس بنفسه، كان الأمر يفوق كل التوقعات"، إلا أنه في نوفمبر 2021، وبينما كان يستقل طائرة لقضاء عيد الشكر مع عائلته، وصلته مكالمة من الأطباء تُخبره بعودة الفيروس.

رغم ذلك، يصف "بيرولت" التجربة بأنها "وحي"، مضيفًا: "فجأة تجرأت على الأمل، يا لها من هدية للعالم إن نجح هذا العلاج يومًا".

إستراتيجية علاجية

تعتمد التجربة على نهج علاجي متعدد المراحل يهدف لتدريب الجهاز المناعي على محاربة الفيروس بشكل مستقل، إذ بدأ المرضى بتلقي لقاح تجريبي لتحفيز بعض الخلايا المناعية لمهاجمة الفيروس، ثم تلقوا أجسامًا مُضادة واسعة التعادل، وهي أدوية مطورة أيضًا للوقاية من الفيروس، إلى جانب عقار لتنشيط الجهاز المناعي.

وبعد جرعة إضافية من الأجسام المضادة، توقف المرضى عن تناول أدويتهم اليومية.

وأوضحت الدكتورة راشيل روتيشوزر، اختصاصية المناعة والأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا والمشرفة على الدراسة، الآلية، قائلة: "الخلايا المناعية كانت جاهزة للانقضاض على الفيروس فور ظهوره".

وأشارت إلى أن الهدف ليس تطبيق هذا النظام العلاجي المعقد مباشرة في العيادات، بل فهم كيفية تحسين قدرات خلايا المناعة المقاتلة لتصبح أكثر فاعلية.