أكدت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع تمنع تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية في عدد من المناطق، مشيرة إلى أن التقارير الميدانية تظهر تحويل الدعم السريع للمستشفيات إلى ثكنات عسكرية، واتخاذها أهدافًا عسكرية.
وقال محمد فيصل، المتحدث باسم شبكة أطباء السودان، في تصريح خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، إن مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، شهدت "حصارًا مطبقًا وقصفًا ممنهجًا" من قوات الدعم السريع، مؤكدًا وجود عدد كبير من النازحين داخل المدينة.
شدد "فيصل" على أن الفرق الميدانية للشبكة منتشرة في جميع أنحاء البلاد لتقديم تقارير بشأن الأوضاع الإنسانية، مشيرًا إلى أن أولويتهم هي توفير الرعاية الصحية الأولية للنازحين.
وأكد أن الأطفال يعانون من سوء التغذية جراء الحرب، مجددًا الدعوة لـ"ضرورة تقديم الدعم النفسي للأطفال".
تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، فتح تحقيقات "بشأن الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في مدينة الفاشر".
كما أظهرت صور التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل المدينة ومحيطها، وفقًا لباحثين في جامعة ييل الأمريكية.
في المقابل، أقرَّت قوات الدعم السريع، التي سيطرت على الفاشر ، بحصول "انتهاكات محدودة"، مؤكدة على لسان قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشكيل لجان للتدقيق في تلك الانتهاكات ومحاسبة المتورطين.
بينما رجحت الحكومة السودانية مقتل أكثر من 2000 مدني في المدينة إثر انسحاب الجيش منها.
ويشهد السودان صراعًا دمويًا بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص، فيما تصفها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".