الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تسريب مكالمة مبعوثي ترامب وبوتين يهدد السلام في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

سارع الكرملين والبيت الأبيض إلى التشكيك في صحة تسريب اتصال هاتفي بين كبير مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، بشأن محادثات السلام في أوكرانيا.

وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنها حصلت على تسجيل للمحادثة، ونشرت نصًا للمكالمة الهاتفية، التي جرت في 14 أكتوبر الماضي، بين يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي قال إنه ينبغي عليهما العمل معًا على خطة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإن على بوتين مناقشة الأمر مع ترامب.

وقالت الوكالة في تقرير لها، إنها "اطلعت على تسجيل لمكالمة بين المسؤولين الروس، مؤرخة في 29 أكتوبر الماضي"، زاعمة أن الحديث تناول "سبل التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن خطة تسوية النزاع في أوكرانيا".

ونفى أوشاكوف صحة ما روجت له "بلومبرج" حول فحوى مكالمة بينه وويتكوف، مؤكدًا أن الهدف من ذلك عرقلة التطبيع بين موسكو وواشنطن.

وعندما سُئل عن سبب تسريب المكالمة، قال أوشاكوف لكبير مراسلي الكرملين في التليفزيون الروسي الرسمي، بافيل زاروبين: "ربما كان ذلك بهدف العرقلة. من غير المرجح أن يكون ذلك لتحسين العلاقات".

وأضاف: "الهدف من ترويج هذه الأخبار بهذا الشكل هو عرقلة تحسين العلاقات الروسية الأمريكية. العلاقات الآن قيد إعادة بنائها، وعملية البناء صعبة وتتم عبر اتصالات مختلفة بما فيها المكالمات الهاتفية".

وتابع: "لا أعرف مصدر معلومات وسائل الإعلام عن محادثاتي الهاتفية. إما أن أحدًا يسربها وإما أن أحدًا ما يتنصت عليها، لكن من المؤكد أننا لسنا طرفًا في ذلك".

وأردف: "أتحدث مرارًا مع ويتكوف لكني لا أعلق على محتوى المحادثات، وجوهر محادثاتي معه يحمل طابعًا سريًا".

وقال: "أما بالنسبة لويتكوف، فيمكنني القول إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي على زيارته موسكو الأسبوع المقبل".

وعلق الكرملين على تسريب الاتصال الهاتفي ويتكوف وأوشاكوف، معتبرًا أن الخطوة تمثل محاولة واضحة لعرقلة محادثات السلام وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق تقدم في المسار الدبلوماسي.

وقال الكرملين إن هذا النوع من التسريبات يهدف إلى خلق توتر وإرباك في مرحلة حساسة من الحوار، مؤكدًا أن موسكو ستواصل العمل على إنجاح مسار التفاوض رغم "المحاولات التخريبية"، وفق تعبيره.

وأعلن الكرملين أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن زيارة ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل، في إطار الجهود الدبلوماسية الجارية لدفع محادثات السلام بين الجانبين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الزيارة المرتقبة تهدف إلى مواصلة النقاشات السياسية وفتح قنوات تواصل أوسع بين الطرفين، مشيرًا إلى أن التفاصيل النهائية للبرنامج سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

ومن جهته، نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علمه بتسريب الاتصال الهاتفي لمبعوثه ويتكوف، الذي "يوضح لمساعد الرئيس الروسي كيفية التخاطب مع الرئيس ترامب للتوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا".

وعند سؤاله عما إذا كان ويتكوف قد "درب" الروس على كيفية التعامل معه، قال ترامب إنه لم يكن على علم بالتسريب المزعوم ووصف أسلوب ويتكوف بأنه "معتاد"، مضيفًا أن المبعوث، الذي كان في السابق مطورًا عقاريًا، يجب أن "يقنع" الطرفين الروسي والأوكراني بقبول الشروط.

وأضاف الرئيس الأمريكي: "هذا ما يفعله صانع الصفقات. عليك أن تقول: انظر، إنهم يريدون هذا، عليك أن تقنعهم به. هذا شكل معتاد جدًا من أشكال التفاوض. أتخيل أنه يقول الشيء نفسه لأوكرانيا. فكل طرف عليه أن يقدم تنازلات ويأخذ مقابلها".

ونفى الرئيس الأمريكي، في إطار دفاعه عن تكتيكات ويتكوف في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا، أن يكون مبعوثه "منحازًا بشكل كبير إلى جانب روسيا".

وتابع: "يمكن أن تستمر هذه الحرب لسنوات ولدى روسيا عدد أكبر بكثير من السكان والجنود فإذا تمكنت أوكرانيا من الاتفاق، فهذا أمر جيد. أرى أن ذلك مفيد للطرفين".

يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه الإدارة الأمريكية أنها تعمل على صياغة خطة للتسوية في أوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيلها، فيما أشارت موسكو إلى أنها ما تزال منفتحة على المفاوضات.

وصرح ترامب بأنه لن يعقد أي لقاء مع بوتين وفلاديمير زيلينسكي، "إلا عند التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب".

وسيعقد وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول، الذي أجرى محادثات مع مسؤولين روس في أبو ظبي أمس الثلاثاء، اجتماعًا آخر مع الجانب الأوكراني الأيام المقبلة.

وأعلن الرئيس الأمريكي أن العديد من بنود اتفاق السلام في أوكرانيا تم الاتفاق عليها، وقال: "العديد من البنود تم الاتفاق عليها بطريقة ملائمة للغاية".

وجاءت تصريحات ترامب بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية تعديل خطة التسوية الأوكرانية، بعد نسخة أولى تضمنت 28 بندًا.

وأكد بوتين أخيرًا، أن الخطة الأمريكية قد تشكل أساسًا للحل النهائي، وأن واشنطن طلبت مرونة من الجانب الروسي و"هو مستعد لذلك". وجدد بوتين التأكيد على استعداد روسيا للتفاوض، وحذر كييف من رفض المبادرة الأمريكية.