يعد خوسيه أنطونيو كاست المرشح الأوفر حظًا لإعادة تشيلي إلى اليمين، مستغلًا مخاوف العامة من الجريمة والفوضى، مستندًا إلى خطة تفضي إلى بناء خندق على طول الحدود الشمالية لتشيلي للحد من عمليات العبور غير الشرعية، بحسب صحيفة "ذا تليجراف".
أمضى المحامي، البالغ من العمر 59 عامًا، سنواتٍ على هامش الساحة السياسية، وفشل مرتين في مسعاه للرئاسة عامي 2017 و2021، لكن بعد الجولة الأولى من التصويت، أصبح المرشح الأوفر حظًا لإعادة تشيلي إلى اليمين القومي المحافظ اجتماعيًا، بسلسلة من المقترحات الجذرية التي لن تبدو غريبة في أمريكا بقيادة ترامب.
يتمحور خطابه -الذي غالبًا ما يُقدّمه عبر مقاطع فيديو قصيرة ومنمّقة على تيك توك- حول الجريمة والهجرة والفوضى، التي يقول إنها ازدهرت في عهد رئيس البلاد اليساري، وزعيم الاحتجاجات الطلابية.
وتعهد "كاست" بحفر خندق بعمق ثلاثة أمتار على طول الحدود الشمالية لتشيلي مع بوليفيا وبيرو، وتوسيع نطاق عمليات الترحيل، وبناء "سجون ضخمة" لإيواء أعضاء العصابات الذين يدّعي أنهم دخلوا البلاد عبر الهجرة الجماعية.
تستغل حملته المخاوف من أن تشيلي قد تحذو حذو دول كانت سلمية في السابق، لكنها الآن تعاني من عنف العصابات، مثل الإكوادور، ويتماشى صعود " كاست" أيضًا مع التوجه الأوسع نحو اليمين في أمريكا اللاتينية. من نجيب بوكيلي في السلفادور إلى رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، الذي يُحافظ على النظام والقانون، انقلب الناخبون المستاؤون من الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات جرائم العنف بشدة على الرؤساء الحاليين.
يواجه "كاست" الآن جانيت جارا، وهي شيوعية مخضرمة ووزيرة عمل سابقة، وسبقته بفارق ضئيل في الجولة الأولى من التصويت، ولكن مع حشد معظم مرشحي يمين الوسط خلفه، يبدو طريق السيد كاست نحو الفوز واضحًا.
من جانبه قال إدواردو كادر، مدير مركز فورو مدريد البحثي المحافظ ومقره مدريد، والمرتبط بحزب فوكس اليميني المتشدد في إسبانيا: "ستختار تشيلي بين نموذجين متعارضين تمامًا للبلاد، من جهة، هناك استمرار للمشروع الاشتراكي، ومن جهة أخرى، هناك خوسيه أنطونيو كاست، الذي يمثل النظام والأمن والانتعاش الاقتصادي واستعادة القيم التقليدية للبلاد".
تأتي انتخابات تشيلي في الوقت الذي تواجه فيه العديد من دول أمريكا اللاتينية تصاعد شبكات الجريمة العنيفة، التي غالبًا ما ترتبط بتدفقات الهجرة من فنزويلا.
وحذّر من أن الهجرة غير الشرعية، لا سيما عبر الحدود الشمالية، "تزايدت بشكل هائل"، مستشهدًا بمقتل رونالد أوجيدا، الضابط العسكري الفنزويلي الذي لجأ إلى تشيلي.
ويُعد صعود " كاست" ذا أهمية خاصة بالنظر إلى أن تشيلي لم تنتخب جابرييل بوريك -زعيم الاحتجاجات اليساري من جيل الألفية، إلا قبل أربع سنوات بعد موجة من المظاهرات ضد عدم المساواة والفساد.
لكن الإصلاح الدستوري الذي دافع عنه بوريك انهار بعد اتهامات بالتجاوز، ما أدى إلى تفتيت ائتلافه الهش وإبعاد الناخبين المعتدلين.