الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوروبا تساند زيلينسكي.. دعم حذر في مواجهة تنازلات ترامب

  • مشاركة :
post-title
قادة أوروبيون يتحدثون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر الهاتف خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا بألبانيا

القاهرة الإخبارية - متابعات

أكد زعماء ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، خلال اتصال هاتفي اليوم الجمعة، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استمرار دعمهم لكييف في حربها ضد روسيا.

ويأتي هذا الاتصال في ظل سباق المسؤولين الأوروبيين للرد على مقترحات السلام الأمريكية، التي يبدو أنها فاجأت العواصم الأوروبية.

قدمت واشنطن إلى كييف خطة مكونة من 28 نقطة تلزم كييف بالتخلي عن أراضٍ إضافية، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن آمال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العسكري "ناتو".

وفي محاولة لتجنب إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاءت ردود الفعل الأوروبية والأوكرانية حذرة، وأشادت بشكل واضح بجهود السلام الأمريكية.

وقال مكتب المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لزيلينسكي إن "دعمهم الثابت والكامل في الطريق إلى سلام دائم وعادل" في أوكرانيا.

ترحيب أوروبي

كما رحّب القادة الأربعة بالجهود الأمريكية لإنهاء الحرب، وأضاف البيان: "رحبوا على وجه الخصوص بالالتزام بسيادة أوكرانيا واستعدادها لمنحها ضمانات أمنية قوية".

وجاء في البيان: "اتفقوا على مواصلة السعي لتحقيق هدف حماية المصالح الأوروبية والأوكرانية الحيوية على المدى الطويل.. ويشمل ذلك اعتبار خط التماس نقطة انطلاق للاتفاق، وضرورة بقاء القوات المسلحة الأوكرانية في وضع يسمح لها بالدفاع عن سيادة أوكرانيا بفعالية".

وتتضمن الخطة تسليم أوكرانيا أراضٍ لروسيا، وهو ما استبعده زيلينسكي مرارًا وتكرارًا، كما تقطع الطريق أمام انضمامها إلى عضوية الناتو.

وقال زيلينسكي إن الزعماء ناقشوا الخطة وأشادوا بجهود ترامب وفريقه، على الرغم من أنه أضاف أنهم "يعملون على الوثيقة".

وأضاف زيلينسكي، في منشور على تطبيق تليجرام: "نحن ننسق بشكل وثيق لضمان أخذ المواقف المبدئية في الاعتبار".

وتأتي المقترحات في وقت صعب لزيلينسكي، الذي يواجه ضغطًا على ساحة المعركة من قبل الجيش الروسي الأكبر حجمًا وفضيحة فساد محلية كبرى.

قالت "كالاس"، اليوم، إن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يريدان السلام لكنهما لن يستسلما للعدوان من جانب روسيا.

وأضافت للصحفيين: "هذه لحظة خطيرة للغاية للجميع.. جميعنا نرغب في انتهاء هذه الحرب، لكن كيف تنتهي هو المهم.. ليس لروسيا أي حق قانوني في الحصول على أي تنازلات عن الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، وفي نهاية المطاف، فإن شروط أي اتفاق متروكة لأوكرانيا".

فيما قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في جوهانسبرج تعليقًا على المقترحات الأمريكية: "لم يتم إبلاغ الاتحاد الأوروبي بأي خطط بشكل رسمي".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "يجب السماح لأوكرانيا بتحديد شؤونها الخاصة" عندما سُئِل عن شعوره تجاه جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في البلاد.

وأوضح ستارمر لمحطات إذاعية بريطانية في جنوب إفريقيا اليوم الجمعة: "يجب أن تقرر أوكرانيا في نهاية المطاف جميع الأمور المتعلقة بها".

مستقبل على المحك

صرح مسؤول حكومي أوروبي، لوكالة "أسوشيتد برس" شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له مناقشة الخطة علانية، بأن الخطط الأمريكية لم تُعرض رسميًا على داعمي أوكرانيا الأوروبيين.

ويرى هؤلاء أن مستقبلهم على المحك في معركة أوكرانيا ضد روسيا، التي بدأت في فبراير 2022، وأصرّوا على استشارتهم في جهود السلام.

وقال المسؤول الحكومي الأوروبي إن العديد من المقترحات "مثيرة للقلق للغاية"، مضيفًا أن الاتفاق السيئ بالنسبة لأوكرانيا من شأنه أيضًا أن يشكل تهديدًا للأمن الأوروبي الأوسع.

أوكرانيا تدرس المقترحات

وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يدرسون المقترحات الأمريكية، وقال زيلينسكي إنه يتوقع التحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأنها في الأيام المقبلة.

وصرح زيلينسكي عبر تطبيق تليجرام في وقت متأخر من يوم الخميس: "نحن ندرك تمامًا أن قوة أمريكا ودعمها يمكن أن يقربا السلام حقًا، ونحن لا نريد أن نخسر ذلك".

وأبدى الكرملين رد فعل متحفظًا، وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف إن موسكو لم تتلق رسميًا خطة السلام الأمريكية المكونة من 28 نقطة.

وذكر أن الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا "مستمرة"، لكن "لا يتم مناقشة أي شيء جوهري في الوقت الحالي".

وبدأ فريق أمريكي في وضع الخطة بعد وقت قصير من إجراء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف محادثات مع رستم عمروف، المستشار الكبير لزيلينسكي، وفقًا لمسؤول كبير في إدارة ترامب غير مخول له التعليق علنًا وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.

وأضاف المسؤول أن "عمروف" وافق على معظم الخطة، بعد إجراء عدة تعديلات عليها، ثم عرضها على الزعيم الأوكراني.

ونفى "عمروف"، اليوم، هذه الرواية، مؤكدًا أنه نظّم الاجتماعات وأعدّ للمحادثات فقط.

وقال إن المحادثات الفنية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا مستمرة في كييف، وأضاف أن المسؤولين الأوكرانيين "يدرسون بعناية جميع مقترحات الشركاء، ويتوقعون نفس الاحترام للموقف الأوكراني".

وأضاف: "نحن ندرس مقترحات الشركاء بعناية في إطار المبادئ الثابتة لأوكرانيا وهي السيادة وأمن الشعب والسلام العادل".