تشهد الأوضاع الميدانية في إقليم كردفان السوداني تطورات متصاعدة، خاصة في ولاية غرب كردفان، في ظل تكثيف الجيش السوداني جهوده عبر محاور قتال متعددة، ما يهدد بتصعيد قادم في الإقليم الذي يمثل ممرًا حيويًا لإقليم دارفور.
أفاد محمد إبراهيم، مراسل "القاهرة الإخبارية" من الخرطوم، بأن الأوضاع في الإقليم متطورة للغاية، خصوصًا في ولاية غرب كردفان التي تضم مدينة بابنوسة، والتي تُعد آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوداني في الولاية.
تخضع مدينة بابنوسة حالياً للحصار من قوات الدعم السريع، كما يقع في المنطقة اللواء 89 التابع للجيش، ما يجعل الأوضاع مضطربة نتيجة الاشتباكات المتكررة.
كما تشهد ولاية شمال كردفان عمليات كرّ وفرّ في مناطق أم سيالة وبارا وعدد من المدن غرب الأبيض، عاصمة الولاية.
أشار مراسلنا إلى أن التوتر الحالي في شمال كردفان قد يمتد ليشمل ولاية جنوب كردفان، التي لا تزال بعض مدنها، مثل الدلنج، تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بدعم من قوات الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو.
وأكد المراسل أن مراقبين يتوقعون تصعيدًا في هذه المناطق خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تكثيف الجيش السوداني جهوده في سياسة "شد الأطراف" عبر محاور القتال المختلفة.
ويُعد إقليم كردفان، بولاياته الثلاث، الطريق الرئيس للانتقال نحو إقليم دارفور الذي يضم خمس ولايات، والذي يشهد حاليًا هدوءًا نسبيًا رغم تفاقم الأوضاع الإنسانية.
واندلعت الحرب في السودان في عام 2023، وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتسبب الصراع في عمليات قتل على أساس عرقي ودمار واسع النطاق ونزوح جماعي.
وفر آلاف السودانيين من الفاشر، عاصمة ولاية دارفور، بعد وقوعها في قبضة قوات الدعم السريع الشهر الماضي، وشهدت ارتكاب مجازر وعمليات قتل جماعي للمدنيين.