الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 74 عاما من القيادة الأمريكية.. ترامب يريد منح ألمانيا قيادة الناتو في أوروبا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشار الألماني فريديش ميرز

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

صرّح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى "الناتو" ماثيو ويتاكر، بأن الولايات المتحدة ترغب في أن تتولى ألمانيا قيادة قوات الحلف في أوروبا، وذلك بعد أن قال "ويتاكر" إن واشنطن تسعى جاهدة إلى تعيين برلين القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا(SACEUR). 

ودائمًا ما كان القائد الأعلى للقوات الأمريكية(SACEUR) جنرالًا أمريكيًا بأربع نجوم على مدار تاريخ التحالف، منذ أن كان دوايت أيزنهاور أول قائد يتولى هذا المنصب عام 1951.

خلفية سياسية للمنصب

وكان المنطق دائمًا أنه في حالة الحرب سيحتاج القائد إلى التحكم في انتشار هائل للقوات الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة النووية المحتملة، وبالتالي سيحتاج إلى علاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي وثقته الكاملة.

كما تعتبر العديد من العواصم الأوروبية هذا الترتيب رمزًا بالغ الأهمية لالتزام أمريكا بالمساعدة في تأمين قارتها، في وقت يدرس فيه البيت الأبيض لأول مرة نقل دور القائد الأعلى للقوات الأمريكية إلى جنرال أوروبي في الربيع، بعد فترة وجيزة من عودة ترامب إلى السلطة.

اعتراضات الكونجرس

ويُعتقد أن كبار الجمهوريين في الكونجرس قد أقنعوا ترامب بالتراجع عن الفكرة بعد أن طلب منهم دبلوماسيون أوروبيون التدخل. ومع ذلك، فإن ويتاكر، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع في أوروبا كمحاور محوري وأطلسي قوي يحظى باحترام الرئيس، طرح الفكرة علنًا في مؤتمر برلين للأمن مساء الثلاثاء.

أشاد ويتاكر بألمانيا لمساعدتها في التوسط في تحديد هدف "الناتو" الجديد لإنفاق الحلفاء 3.5% من ناتجهم المحلي الإجمالي على القوات المسلحة، و1.5% أخرى على بنود أمنية أوسع، ولوضعها خطة لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2029.

اتباع النموذج الألماني

وأشاد ويتاكر ببرلين واصفًا إياها بـ"مثال واضح" يُحتذى به من قِبَل الحلفاء الآخرين، وحثّهم على "تكثيف الجهود" والاقتداء بالألمان في "تعزيز قدرة الحلف على الردع ودعم أوكرانيا".

وعندما سُئل عمّا إذا كانت أوروبا الأقوى عسكريًا ستسبب أي تعقيدات للولايات المتحدة، أجاب: "أتطلّع إلى اليوم الذي تأتي فيه ألمانيا إلى الولايات المتحدة وتقول: نحن مستعدّون لتولي منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء، وأعتقد أننا بعيدون كل البعد عن ذلك، لكنني أتطلع إلى تلك المناقشات".

وأضاف ويتاكر لاحقًا: "ربما في غضون 15 عامًا، وربما قبل ذلك، سنجري تلك المناقشة حيث تقول أوروبا إنها مستعدة لتولي القيادة الحقيقية التي تحملتها الولايات المتحدة على مدار الـ76 عامًا الماضية منذ تأسيس الناتو".

إعادة التسلّح الأوروبي

ردًا على ذلك، عبّر الفريق فولفجانج فين، ممثل ألمانيا في اللجنة العسكرية لحلف الناتو، عن "دهشته" من الاقتراح، قائلاً إن منصب القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا، بصفته جنرالًا أمريكيًا بأربع نجوم، هو منصب بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية السياسية، ولديه إمكانية رفع تقاريره مباشرةً إلى رئيس الولايات المتحدة، ولديه مهام أكثر أهمية ليقوم بها في أوروبا.

وعلى نطاق أوسع، سعى ويتاكر إلى طمأنة الرأي العام بشأن مشاركة الولايات المتحدة في أوروبا بعد سلسلة من التعليقات المتضاربة لترامب حول وجهة نظره بشأن حلف الناتو والمادة 5، قائلًا إنه "لا يوجد اختلاف بيننا" بشأن أهم القضايا.

وأضاف: "من المؤكد أن الرئيس ترامب يدرك أهمية هذا التحالف وشراكتنا مع حلفائنا في الناتو"، وقال: "إنه يتوقع أكثر بكثير مما توقعه معظم الرؤساء على الأرجح، كما توقّع أن تؤدي إعادة التسلّح إلى نهضة صناعية في أوروبا".