الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكينة تمويل سياسي.. ترامب يبني إمبراطورية تبرعات في البيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لا يزال تتدفق التبرعات على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم انتهاء الانتخابات وتوليه المنصب منذ يناير الماضي بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، إذ تكشف مجلة "أتلانتك" الأمريكية تفاصيل العمليات المالية الضخمة التي أحاطت برئاسة ترامب، في مشهد وصفه مراقبون بأنه غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.

استمرار التبرعات

على الرغم من انتهاء حملته منذ عام، واصل ترامب جمع التبرعات بعد فوزه، وفي صباح اليوم التالي لولاية ثانية، اتصل بأكبر جامعي التبرعات لديه، ميريديث أورورك، طالبًا منها الاستمرار.

وبعد أسابيع من توليه المنصب، وصلت رسالة ترامب إلى المانحين الجمهوريين وشركات فورتشن 500 والمستثمرين المتجنبين عادة للسياسة، وجمعت لجنة التنصيب الثانية 241 مليون دولار، بزيادة 90 مليونًا عن حاجتها، وأربعة أضعاف ما جمعه جو بايدن لحفل تنصيبه عام 2021.

وطلب ترامب دعمًا لعمليات سياسية تشمل اللجنة الوطنية الجمهورية، ولجنة العمل السياسي الخاصة به، ومجموعة غير ربحية جديدة، ولجنة عمل سياسي فائقة، كما طلب تبرعات لمشاريع غير ربحية ذات مزايا ضريبية، تشمل تجديد البيت الأبيض، ومركز كينيدي للفنون المسرحية، ومكتبته الرئاسية، وموكبًا عسكريًا، واستطاع أن يجمع بحلول أغسطس الماضي ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار منذ الانتخابات، ويقترب المبلغ حاليًا من 2 مليار دولار.

مراقبة شخصية

يتابع ترامب تدفق الأموال بدقة، ويتواصل مع أورورك باستمرار، ويراقب المانحين وجماعات الضغط، وأشار مطلعون وفق "أتلانتك" إلى أن قيمة التبرع مرتبطة أحيانًا بنسبة أصول المتبرع، ويشكر ترامب كبار المانحين في مناسبات فاخرة بالبيت الأبيض ونواديه.

وجاءت مبالغ ضخمة من جهات لها صلات تجارية بالحكومة، منها متعاقدو الدفاع، ومستثمرو العملات المشفرة، وشركات التكنولوجيا، وقدمت شركات بارزة مثل أمازون ولوكهيد مارتن وكوين بيس، وألكس كارب المتحدث باسم بالانتير، تبرعات كبيرة بعد تخفيف القيود أو إسقاط إجراءات إنفاذ.

ترامب وإنفانتينو
سابقة رئاسية

أشارت مجلة "أتلانتيك" إلى أن نهج ترامب في حجم التبرعات وسريتها وصراحة تبادل الأموال مقابل خدمات رئاسية، يفوق أي جهود سابقة، وعبّر مصدر آخر عن توقع استمرار هذه العملية دون توقف.

وأثارت حملة جمع التبرعات قلق مؤسسات رقابية، حيث وصف تريفور بوتر، الرئيس الجمهوري السابق للجنة الانتخابات الفيدرالية، نهج ترامب بأنه غير مسبوق، مشيرًا إلى إرسال إشارة بأن مصالح المانحين الأثرياء تتقدم على مصالح المواطنين العاديين.

وأكد مستشارو ترامب أن التبرعات تأتي لدعم أجندته، ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض ترامب بأنه الشخصية الأبرز سياسيًا، وأن التقدم التاريخي لإدارته شجع المتبرعين.

الخوف من نزاعات ترامب

وذكرت مصادر أن دوافع المعاملات المالية تدفع الشركات للتبرع، فقد قدمت شركات الإعلام والتكنولوجيا التي رفع ترامب دعاوى ضدها نحو 85 مليون دولار لمشاريعه المفضلة، منها تبرعات للمكتبة الرئاسية وقاعة الرقص، وجاءت هذه التبرعات في وقت سعت فيه الشركات للحصول على امتيازات تنظيمية.

وأفاد مصدر، وفق مجلة "أتلانتيك"، بأن ترامب يطلب شيكات بين 10 و25 مليون دولار لمشاريع متعددة، بينما تعتبر الشركات هذه التبرعات تكلفة عمل لتجنب نزاعات مالية محتملة.

لم يتم الكشف علنًا إلا عن جزء من إجمالي 2 مليار دولار، ونشر البيت الأبيض قائمة تضم 30 مانحًا لمشروع قاعة الرقص الذي يتوقع أن يكلف 300 مليون دولار، وجمع فريق ترامب 241 مليونًا لحفل التنصيب، و33 مليونًا لعروض عسكرية واحتفالات أخرى، كما جمع مركز كينيدي 58 مليون دولار.