يشهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46، العام الجاري، تقديم 4 عروض اليوم في أولى محطات عرضها عالميًا وبالشرق الأوسط، تجمع بين الجرأة والعمق الإنساني وتنوّع الخلفيات الإنتاجية والثقافية.
وتأتي هذه العروض لتؤكد مكانة المهرجان كمنصة رئيسية لاكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة في المنطقة والعالم.
ثريا حبي
يعرض المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، اليوم الاثنين، الفيلم الوثائقي ثريا حبي للمخرج نيكولا خوري، في عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الدولية.
الفيلم إنتاج لبناني قطري ومدته 81 دقيقة، وينغمس في عالم الفنانة ثريا بغدادي، كاشفًا علاقتها بزوجها الراحل المخرج القدير مارون بغدادي بعد 30 عامًا على رحيله.
ويعتمد العمل على لقطات من فيلم حروب صغيرة الذي وثق لحظة اللقاء الأول بينهما، إلى جانب أرشيفات شخصية ومقابلات تُضيء مسارات الحياة الداخلية لثريا.
ويتوقف الفيلم عند فهمها العميق لتجربة الحداد على زوجها مارون بغدادي، واستعادة حواراتها المعلقة معه، ليصنع عملًا بصريًا حميمًا يتأمل الذاكرة والغياب والهوية.
نيكولا خوري أحد أبرز صناع السينما الوثائقية في لبنان، عرف بأعماله التي تمزج بين الحكي الشخصي والرؤية الفنية المتفردة. سبق أن فاز بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية، وعُرض أول أفلامه الطويلة "فياسكو" في مهرجان CPH DOX وحصد جائزتين في مهرجان القاهرة.
الجولة 13
يشهد المسرح الصغير، عرض فيلم الجولة 13 للمخرج التونسي محمد علي النهدي، في أول ظهور له بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.
الفيلم مدته 89 دقيقة، يُقدم حكاية إنسانية مؤثرة عن كامل بطل الملاكمة السابق الذي يعتزل المنافسات من أجل زوجته سامية وابنهما صبري.
تتبدل حياة الأسرة حين يتعرض صبري لإصابة تكشف مع الفحص الطبي عن ورم خبيث، ليدخل الأب في صراع وجودي يعيد تشكيل نظرته للحياة ومعنى القوة.
محمد علي النهدي، المعروف بأعماله القصيرة التي نالت جوائز دولية، يقدم في فيلمه الروائي الطويل الثاني رؤية درامية ناضجة تعيد اكتشاف هشاشة الإنسان أمام القدر وصلابة الروح في مواجهة الألم.
الأشياء التي تقتلها
في التاسعة مساءً وعلى المسرح الكبير يعرض فيلم الأشياء التي تقتلها للمخرج علي رضا خاتمي، في أول عرض له بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الفيلم روائي طويل مدته 113 دقيقة، وإنتاج مشترك بين تركيا وكندا وفرنسا وبولندا.
تتبع الأحداث رحلة علي، الأستاذ الجامعي الذي يجد نفسه غارقًا في ظلال وفاة والدته الغامضة، ثم في مأزق أعقد حين يوافق على تنفيذ عمل انتقامي بطلب من عالم بستنة غامض.
تتكشف أسرار قديمة بينما يضيق الخناق عليه من الشرطة وتطالبه نفسه بمواجهة ما حاول دفنه طويلًا. ويواصل خاتمي تقديم سينما تستند إلى إرث السرد الشفهي لقبيلته في إيران، ممزوجًا بالواقعية السحرية ورؤيته الخاصة للعلاقة بين الإنسان والذاكرة والذنب.
باب.. رحلة في دهاليز النفس
تقدم المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، فيلم باب، في عرضه العالمي الأول ضمن قسم عروض منتصف الليل على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
الفيلم مدته 97 دقيقة، ويتتبع حكاية وحيدة التي تعثر على أشرطة كاسيت خلف باب أخضر فتبدأ رحلة كشف حقيقة وفاة شقيقتها التوأم. يقودها طنين الأذن والذكريات المتناثرة إلى أعماق الجبال حيث تنفتح أمامها أسرار صادمة تغير مسار حياتها.
وتواصل "الخاجة" أول مخرجة سينمائية في الإمارات، تقديم أعمال تتميز بالجرأة البصرية والاشتغال على تفاصيل الديكور واللون، مع معالجة موضوعات تتصل بالوصم والتحولات الشخصية وصراعات الهوية.