الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد لقاء ترامب والشرع.. إسرائيل تخشى اتفاقا يجبرها على الانسحاب من جنوب سوريا

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال على قمة جبل الشيخ في سوريا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يخشى المسؤولون في إسرائيل من احتمال أن يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تل أبيب للانسحاب من جنوب سوريا وقمة جبل الشيخ، وذلك بعد لقائه التاريخي في البيت الأبيض مع الرئيس السوري أحمد الشرع الأسبوع الماضي.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني "واي نت"، اليوم الجمعة، أنه في الوقت الذي تجدد إسرائيل موقعين في جبل الشيخ تحسبًا لشتاء قارس، وفي حين لا يرى المستوى السياسي أن هذا هو الشتاء الأخير الذي سيقضيه الجيش الإسرائيلي على الجبل، ترى واشنطن ودمشق خلاف ذلك بعد اللقاء التاريخي هذا الأسبوع بين أحمد الشرع والرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.

عقب سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية رئيسية في مسعى شامل لتدمير القدرات العسكرية السورية. إضافة إلى ذلك، شمل جزء من جهود إسرائيل ترسيخ وجود عسكري فعلي في جنوب سوريا وعلى قمة جبل الشيخ، التي يعتبرها مسؤولو الأمن في إسرائيل ركيزة استراتيجية للأمن الشمالي، ويطالبون نتنياهو بعدم التخلي عنها.

ويبرر المسؤولون الأمنيون في إسرائيل احتلال قمة جبل الشيخ بأنها توفر إشرافًا فعالًا على طرق تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وخاصة إلى حزب الله.

وداخل الجولان السوري المحتل، يحتفظ الجيش الإسرائيلي حاليًا بثماني نقاط استيطانية تنتشر على بعد بضعة كيلومترات داخل سوريا من الحدود الدولية، بين قرى حوران جنوب سوريا، التي يقطنها حوالي 70 ألف نسمة.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى تقارير أفادت بأن اتصالات محدودة عقدت في الأشهر الأخيرة بين ممثلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومبعوثي إدارة الشرع، لكنها لم تسفر عن نتائج حتى الآن.

وحسب الصحيفة العبرية، تهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، ليحل محل الاتفاق الذي استمر بين نظام الأسد على مدى جيلين، من عام 1974 حتى سقوط نظام الأسد العام الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الاتفاق المرتقب لا يعد تطبيعًا أو معاهدة سلام تحقق حلم إسرائيل بـ"تناول الحمص في دمشق". لكن من المحتمل أن يشكل وقف إطلاق النار الجديد إشكالية لإسرائيل إذا قرر ترامب فرضه على نتنياهو، على غرار وقف إطلاق النار في غزة.

وكان الشرع كشف أن حكومته تجري حاليًا مفاوضات مع إسرائيل، خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء الماضي.

وقال الشرع للصحيفة الأمريكية: "نحن نجري مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقطعنا شوطًا كبيرًا في طريق التوصل إلى اتفاق. لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها قبل 8 ديسمبر المقبل".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تميل إلى مناقشة الانسحاب من هذه المواقع، كما طالب الرئيس السوري، مقابل تجديد وقف إطلاق النار الذي يضمن حرية إسرائيل في ضرب التهديدات الإرهابية الناشئة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية هجومية محدودة ضد حزب الله في لبنان.

وحسب الصحيفة، تتضمن خطة الهجوم ضد حزب الله سلسلة من الغارات الجوية على منشآت إنتاج الأسلحة في جميع أنحاء لبنان، وخاصة في سهل البقاع وبيروت. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من هذه الصواريخ وعدة آلاف من الصواريخ. كما أنتج الحزب آلاف الطائرات المسيرة الجديدة والطائرات المسيرة المتفجرة منذ نهاية الحرب.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرح مرارًا خلال العام الماضي بأن إسرائيل لن تنسحب من قمة جبل الشيخ السورية، التي سيطرت عليها بعد انهيار نظام الأسد.