بعد تأجيله لعدة أشهر، يُعرض الفيلم الوثائقي "أطباء تحت الهجوم" اليوم الأربعاء في فيينا، والذي يتناول تأثير عدوان الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين على النظام الصحي في قطاع غزة.
الفيلم يهدف لإلقاء الضوء على الوضع الكارثي للقطاع الصحي، ويوثق استهداف الاحتلال وتدميره لمستشفيات غزة وكوادرها الطبية، ما أسفر عن مقتل المئات منهم، ويعرض بنسخته الإنجليزية الأصلية.
ظروف قاسية
ويُظهر الفيلم كيف يواصل العاملون في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة، رغم القصف الإسرائيلي الممنهج والمتواصل، علاج مرضاهم في ظروف بالغة القسوة وغير آمنة في كثير من الأحيان، على حد وصفهم.
ويسرد الفيلم ما تحلت به الكوادر الطبية من شجاعة وفقد ومثابرة من أجل إتمام عملهم، رغم الظروف الصعبة، ويرصد موقف القطاع والدور الهام الذي كان وما زال تقوم به الكوادر الطبية في الصفوف الأمامية، داخل أحد أخطر المآسي الإنسانية في العالم.
المجال الصحي
ومن المنتظر بعد عرض الفيلم، قيام ممثلي فريق العمل بمناقشة الوضع الكارثي الذي يعيشه العاملون في المجال الصحي في غزة، والإطار القانوني الدولي للعمل الطبي في النزاعات، وما يجب القيام به سياسيًا لحماية عمل الأطباء.
وبعد عامين من الحرب المدمرة، وصل عدد الشهداء من الكوادر الطبية إلى 1670 شهيدًا، وتدمير 38 مستشفى في أماكن مختلفة بالقطاع، ووصلت نسبة مرضى الكلى الذين فقدوا حياتهم لقِلّة العلاج إلى أكثر من 42%، بينما وصل عدد المرضى المعرضين للموت بسبب منع العلاج إلى أكثر من 350 ألفًا.
مستشفيات عاجزة
وأكد الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، في وقت سابق لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن المستشفيات أصبحت عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية الكاملة، واقتصر عملها حاليًا على استقبال الإصابات الطارئة، مع عدم القدرة على علاج آلاف الحالات المزمنة والوبائية.
وأشار بسام إلى وجود نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والطواقم الصحية، ما يهدد بتوقف عمل بعض المستشفيات، وعلى رأسها مستشفى الأهلي العربي المعمداني الواقع في منطقة حمراء المهددة بالقصف، لافتا إلى أن ما يحدث في غزة يمثل موتًا بطيئًا وإبادة جماعية صريحة، داعيًا إلى تدخل عاجل من مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتفعيل منظومة حقوق الإنسان وحماية المدنيين والمنشآت الصحية.