بعد أكثر من عقدين على صدور الفيلم المصري "السلم والثعبان"، الذي شكّل علامة فارقة في بدايات الألفية الجديدة، يعود المخرج طارق العريان بالعمل في نسخة جديدة تحمل روح التجربة الأصلية، لكن برؤية معاصرة ونضج فني أكبر.
الفيلم الجديد، الذي يشهد مشاركة نخبة من النجوم، يعيد إحياء واحدة من أبرز القصص الرومانسية في السينما المصرية الحديثة، ولكن بطرح جديد يتناول العلاقات من زوايا مختلفة.
طارق العريان: الفيلم أكثر نضجًا ونفكر في جزء ثالث
أكد المخرج طارق العريان خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم مساء اليوم أن النسخة الجديدة من "السلم والثعبان" تختلف تمامًا عن الجزء الأول، موضحًا أنها تتناول نوعًا مختلفًا من العلاقات العاطفية التي تعكس واقع الجيل الحالي، وقال: "الفيلم هذه المرة أكثر نضجًا، ويتناول علاقات مختلفة وجديدة تمامًا عن الجزء الأول، فهناك عمق أكبر في تناول العلاقات العاطفية المعاصرة، إذ كانت بيني وبين بطل العمل عمرو يوسف كيمياء كبيرة أثناء التصوير، فهو ممثل ذكي ومبدع يعرف كيف يلتقط أدق تفاصيل الشخصية".
وأضاف العريان أنه يفكر بالفعل في تقديم جزء ثالث من العمل مستقبلًا، معتبرًا أن "السلم والثعبان" مشروع فني قابل للتطور مع تغيّر الزمن والعلاقات الإنسانية.
عمرو يوسف: لم أخشَ المقارنة بالنسخة الأصلية
أعرب الفنان عمرو يوسف عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في الفيلم، مؤكدًا أنه من عشاق النسخة الأصلية منذ صغره، وقال: "كنت من جمهور الجزء الأول ومتعلق به جدًا، وعندما عُرض عليّ في البداية كنت مترددًا خوفًا من المقارنة، لكن بعد قراءة السيناريو شعرت بالانبهار، بالإضافة إلى ثقتي في رؤية طارق العريان جعلتني أتحمس للتجربة بدلًا من الخوف منها".
وعن أصعب مشاهده في الفيلم، كشف يوسف أن مشهد المشاجرة بينه وبين ظافر العابدين، الذي يجسد شخصية "أمير"، كان من أكثر المشاهد تعقيدًا، قائلاً: "المشهد كان مليئًا بالتفاصيل والانفعالات".
وأكد أن الفيلم يقدم قصة جديدة وشخصيات مختلفة تمامًا عن الجزء الأول، موضحًا أن المقارنة غير واردة لأن لكل تجربة طابعها الخاص، وأضاف: "أنا شخصيًا أحب التنوع ولا أحب أن أصنّف في نوع واحد من الأدوار".
أسماء جلال: نقلة في مسيرتي ودوري يشبه ما أراه بالواقع
من جانبها، عبّرت الفنانة أسماء جلال عن سعادتها بخوض أول بطولة سينمائية لها من خلال الفيلم، وقالت: "كنت خائفة جدًا في البداية، لأن العمل مع طارق العريان مسؤولية كبيرة، لأنه مخرج لديه رؤية خاصة في تناول العلاقات الإنسانية، ويستخرج من الممثل أفضل ما عنده، حيث شعرت أن هذه التجربة نقلة حقيقية في مسيرتي الفنية".
وأضافت: "النص كان مكتوبًا بإتقان، فلم أحتج إلى تعديل أي شيء في الشخصية، إذ قلت للمؤلف أحمد حسني إن الشخصية تشبه البنات اللاتي أراهن فعلًا في الحياة الواقعية".
وكشفت أسماء جلال أن أصعب مشاهدها كان مشهد المواجهة، الذي تطلب منها تركيزًا وانفعالًا كبيرين لتوصيل أبعاد الشخصية بصدق.
ماجد المصري: تعاون طال انتظاره مع العريان
أما الفنان ماجد المصري، فأوضح أنه يجسد شخصية "حسين بدران"، واصفًا إياها بالمميزة والمختلفة، وقال: "طارق العريان هو السبب في دخولي الوسط الفني من البداية، ومن خلاله تعلمت الكثير عن الرؤية السينمائية، فعلى الرغم من صداقتنا الطويلة، لم نتعاون من قبل، لكن عندما عُرض عليّ الفيلم وافقت فورًا دون تردد، لأن العمل مع طارق تجربة ممتعة".
أحمد حسني: استغرق 3 سنوات من الكتابة
من جانبه، تحدث مؤلف الفيلم أحمد حسني عن رحلة الكتابة الطويلة التي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، قائلاً: "بدأنا كتابة الفيلم قبل ثلاث سنوات، وأعدنا صياغة العديد من المشاهد أكثر من مرة حتى نصل إلى أفضل شكل ممكن، فهذا النوع من الأفلام حساس جدًا لأنه يتعامل مع العلاقات الإنسانية، والحوار هنا يصنع الفارق".
المنتج موسى عيسى: صُور بالكامل في مصر
وكشف المنتج موسى عيسى عن التحديات الإنتاجية التي واجهها العمل، قائلاً: "الفيلم احتاج تكلفة إنتاجية كبيرة، خصوصًا أن التصوير تم بالكامل داخل مصر، كما واجهنا صعوبة في توفير بعض الأماكن والإمكانيات، لكننا حرصنا على أن يخرج بأفضل صورة ممكنة، والنتيجة النهائية كانت تستحق كل المجهود المبذول".