شهد العالم أمس الاثنين، واحدة من أصعب كوارث القرن الحالي، بعدما أصيبت سوريا وتركيا بواحد من أضخم الزلازل المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 5000 شخص، (3419 ضحية في تركيا وإصابة أكثر من 20 ألف جريح، بالإضافة إلى 1600 ضحية في سوريا ونحو 3700 جريح) وفق آخر ما نقلته وكالة "رويترز" الإخبارية ومركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، بالإضافة إلى إدارة الكوارث والطوارئ التركية، الأمر الذي استدعى تكاتف القوى الدولية لإنقاذ ضحايا الزلازل والأماكن المنكوبة وتقديم المساعدات العاجلة إلى أنقرة ودمشق، لمواجهة تداعيات الزلزال، في ظل صعوبات تواجهها عمليات الإنقاذ مع صعوبة الأرصاد الجوية وما تواجهه سوريا وتركيا من موجة برد قارسة وأمطار غزيرة، ما أدى إلى إعاقة وصول فرق الإنقاذ السريعة من الدول.
مساعدات عربية
مصر
كانت بداية المساعدات المقدمة من قِبل جمهورية مصر العربية، أرسلت القاهرة 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا، بتوجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تضامنًا مع الشعبين السوري والتركي في مواجهة تداعيات الكارثة.
وأجرى الرئيس المصري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع بالأمس، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، كما أكد "السيسي" تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المُصاب الأليم.
من جانبه؛ أعرب الرئيس السوري عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس المصري، مؤكدًا اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أجرى الرئيس المصري اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقدّم التعازي والمواساة في ضحايا الزلزال المروع الذي أسفر عن آلاف الضحايا والجرحى، مؤكدًا تضامن مصر مع الشعب التركي الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار هذه الكارثة، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
من جانبه؛ قدّم الرئيس التركي الشُكر لـ"السيسي" على هذه المشاعر الطيبة، مشيرًا إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي الشقيقين.
العراق
دشنت الدولة العراقية جسرًا جويًا لوصول فرق الإنقاذ للمناطق المنكوبة، كذلك الأطقم الطبية ومساعدات الإغاثة للبلدين.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان، عن إقامة جسر جوي إلى كل من سوريا وتركيا، لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة بما فيها الدواء والوقود.
الجزائر
كذلك أعلنت الجمهورية الجزائرية عن وصول مساعدات إغاثة، اليوم الثلاثاء، وفرق طبية للعاصمة السورية دمشق للمساعدة .
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن فوجًا آخر من عناصر الحماية المدنية سيتوجه أيضًا إلى سوريا للمساهمة في عمليات الإنقاذ.
تونس
كما أعلنت الرئاسة التونسية، إرسال مساعدات عاجلة لكل من سوريا وتركيا جراء الزلزال المدمر، وستتولى طائرات عسكرية نقل هذه المساعدات للبلدين.
وأمر الرئيس التونسي قيس سعيد بسرعة المساعدات العاجلة لكلا البلدين، معربًا عن تضامن بلاده التام مع أشقائها في كل من سوريا وتركيا على أثر الزلزال المدمر.
الأردن
كما وجّه ملك الأردن عبد الله الثاني بتقديم المساعدات اللازمة لإغاثة المنكوبين في تركيا وسوريا.
فلسطين
وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإرسال فرق من الدفاع المدني الفلسطيني وطواقم طبية، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا، صباح اليوم الإثنين، مخلفًا آلاف القتلى والمصابين وأضرارًا مادية كبيرة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية - في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أنه "تم إجراء الترتيبات اللازمة لوصول فرق الإنقاذ مع الدولتين السورية والتركية لتسهيل الوصول إلى المناطق المنكوبة وتقديم المساعدة لضحايا الزلزال".
وأوعز "اشتية" بإرسال فرق من الدفاع المدني وطواقم طبية للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر في سوريا وتركيا، وفق بيان صادر عن مكتبه.
لبنان
أعلن وزير البيئة ناصر ياسين، أن بلاده سترسل فريق إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في جهود البحث الجارية، كما تحركت قافلة مساعدات إنسانية غذائية وطبية إلى سوريا لمساعدة المنكوبين جراء الزلزال.
مساعدات دولية
الولايات المتحدة الأمريكية
وفي السياق نفسه، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الإسراع بتقديم جميع المساعدات الإنسانية لمنكوبي الزلزال، وأعلن الرئيس جو بايدن، أن بلاده جاهزة لتقديم أي مساعدة تحتاجها تركيا للاستجابة لكارثة الزلزال المدمر، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "الفرق الأمريكية تعمل على الانتشار بسرعة لدعم جهود البحث والإنقاذ التركية وتنسيق المساعدات الأخرى التي قد يحتاجها الأشخاص المتضررون من الزلازل، بما في ذلك الخدمات الصحية أو مواد الإغاثة الأساسية".
وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل على إرسال فرقتين تتألف كل واحدة من 79 مسعفًا، لمساعدة تركيا في عمليات البحث والإنقاذ.
كما أكدت هالة غريط، المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات خاصة لقناة "القاهرة" الإخبارية، التزام الولايات المتحدة بمساعدة تركيا وسوريا في هذا الوقت الصعب جدًا بعد كارثة.
وأشارت "غريط" إلى أن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" تعمل ليلًا ونهارًا للمساعدة، وأن هناك اتصالًا وتنسيقًا مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لبحث كل الطرق الإيجابية لمساعدة تركيا وسوريا.
الاتحاد الأوروبي
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تفعيل "آلية الحماية المدنية" الخاصة به وتمت "تعبئة فرق من عشر دول أعضاء بشكل عاجل"، وغادر الفريقان الهولندي والروماني بالفعل، بحسب بيان صادر عن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش.
ألمانيا
كما أعلنت ألمانيا عن تقديم مساعدات عاجلة لمتضرري الزلزال في كل من سوريا والعراق، بحسب تغريدة كتبها المستشار الألماني أولاف شولتس.
فرنسا
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلاده "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان". بالإضافة إلى توجيه 139 من عمّال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا، بحسب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان.
كما أعلنت جمعية "أجهزة الإطفاء للطوارئ الدولية"، ومقرها فرنسا إرسال نحو ثلاثين متطوعًا للأماكن المنكوبة في البلدين.
بريطانيا
أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أن المملكة المتحدة سترسل 76 متخصصًا في البحث والإنقاذ إلى تركيا في أعقاب الزلزال، وأضاف كليفرلي في بيان أن المملكة المتحدة ترسل "دعمًا فوريًا" لتركيا "بما في ذلك فريق مكون من 76 متخصصًا في البحث والإنقاذ ومعدات وكلاب إنقاذ".
وأضاف: "في سوريا، حشدت الخوذ البيضاء الممولة من المملكة المتحدة مواردها للاستجابة"، وتعهد بتقديم المزيد من الدعم إذا لزم الأمر.
إيطاليا
أعلنت روما "وضع عناصر الحماية المدنية في التصرف" بحسب تغريدة لوزير خارجيتها أنتونيو تاجاني.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) صور أكثر من 50 من وحدة الأطفال والطواقم الطبية الايطالية التي غادرت مدينة بيزا في إيطاليا لتقديم المساعدة في المناطق الحدودية التركية السورية.
تقول السلطات الإيطالية إن المزيد من الرحلات سوف تصل إلى تركيا حاملة معدات وطواقم إنقاذ.
إسبانيا
من جانبه، أعلن وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس في تغريدة أن بلاده "حشدت على الفور أفرادًا ومسيرات" متوجهة إلى ملطية (تركيا) حيث يقع مركز المساعدة الدولية. وأضافت مدريد أن 85 من رجال الإنقاذ سيغادرون إلى تركيا الاثنين.
بولندا
أعلن وزير الداخلية البولندي، ماريوس كامينسكي إرسال "76 من عناصر الإطفاء وثمانية كلاب إنقاذ" للمساعدة في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر.
اليونان
كما تعهدت اليونان بـ"توفير كل قواتها" لمساعدة تركيا، بحسب رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. وكانت أثينا (التي تربطها علاقات متوترة بجارتها ومنافستها الإقليمية أنقره) أعلنت بالفعل إرسال نحو عشرين رجل إطفاء ومساعدات إنسانية.
السويد
من جهتها، أكدت السويد، وهي دولة أوروبية أخرى تواجه توترات دبلوماسية مع أنقرة، على لسان رئيس وزرائها أولف كريسترسون أنها "كشريك لتركيا ومكلفة برئاسة الاتحاد الأوروبي.. مستعدة لتقديم مساعدتها".
هولندا
قال فريق البحث والإنقاذ الحضري على موقعه على الإنترنت، إن هولندا سترسل 15 طنًا متريًا من معدات البحث والإنقاذ إلى تركيا.
وأضاف الفريق: "من المتوقع مغادرة طائرة شحن محملة بـ15 طنًا من معدات الإنقاذ الثقيلة وإمدادات أخرى إلى تركيا من مدينة أيندهوفن"، وأضاف أن موعد مغادرة 65 عاملا في مجال الإنقاذ و8 كلاب بحث إلى تركيا لا يزال غير معروف.
سويسرا
كما نقلت وكالة الأنباء السويسرية عن وزارة الخارجية أنه سيتم نشر نحو 80 خبيرًا في الإسعافات الأولية في تركيا.
باكستان
كما أعلنت باكستان عن وصول "طائرتين من طراز سي -130 إلى تركيا إحداهما تحمل مواد إغاثة والأخرى بها 36 فردا من أجل عملية البحث والإنقاذ".
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في بيان، أنه تم إرسال فريق مكون من أطباء ومسعفين وعمال إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة، وسيتم إرسال طائرة تحمل أدوية ومواد إغاثة أساسية أخرى قريبًا.
الصين
قالت الوكالة الصينية الرسمية للمساعدات الخارجية، في بيان، إنها على اتصال بالسلطات التركية والسورية، مؤكدة أنها "مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية طارئة".
تايوان
كما أعلنت تايوان إرسال فرق الإنقاذ والإغاثة لكل من تركيا وسوريا، اليوم الثلاثاء، للمساهمة في إنقاذ المنكوبين في الزلزال المدمر.
الهند
وقررت نيودلهي إرسال "فرق بحث وإنقاذ وطبية على الفور إلى جانب معدات الإغاثة" حسب ما أعلنت السلطات في بيان.
وفي وقت سابق، كتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تغريدة أن بلاده "مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة" لتركيا علاوة على "المساعدة والدعم" إلى "الشعب السوري".
اليابان
وتلبية لطلب أنقرة، سترسل اليابان "فريق إغاثة لحالات الكوارث.. استجابة للاحتياجات الإنسانية"، وفقًا لبيان رسمي صادر عن طوكيو.
كندا
كتب رئيس وزرائها جاستن ترودو في تغريدة أن "كندا مستعدة لتقديم المساعدة" لتركيا وسوريا.
بلغاريا
كما أعلنت بلغاريا عن نشر فرق الإنقاذ بالقرب من المناطق الحدودية مع تركيا للمساعدة في عمليات الإغاثة في أنحاء البلاد
أوكرانيا وروسيا.. المساعدة رغم الأزمة
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده، التي تمزقها الحرب "مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية" لتركيا، وحتى "مجموعة كبيرة من المنقذين"، بحسب تغريدة لوزير الخارجية دميترو كوليبا، على موقع تويتر.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأكد أن بلاده "أرسلت عمال إنقاذ" إلى سوريا وتركيا، حسب ما أعلن الكرملين بعد اتصال هاتفي مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد.
كما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو تقديم المساعدة خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي خلوصي آكار، أمس الاثنين.
وأعرب شويجو عن تعازيه لنظيره التركي جراء الخسائر العديدة في الأرواح والدمار الذي خلّفه الزلزال، كما عرض شويجو "تقديم كل المساعدة اللازمة، بما في ذلك المساعدة الطبية للضحايا".
مساعدات أممية
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن "فرقنا على الأرض لتقييم الاحتياجات وتقديم المساعدة"، مضيفًا في بيان: "نعوّل على المجتمع الدولي لمساعدة آلاف العائلات المنكوبة جراء هذه الكارثة. عدد كبير منها في حاجة عاجلة إلى المساعدة الإنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها".
وفي تغريدة قال فيليبو جراندي، رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الوكالة الأممية "مستعدة قدر الإمكان لتقديم المساعدة الطارئة للناجين عبر فرقها الموجودة على الأرض".