انتهت محادثات السلام بين أفغانستان وباكستان، التي استضافتها تركيا، إلى طريق مسدود، بعدما تبادلت الدولتين الاتهامات حول فشل الجولة الثالثة من مفاوضات وقف التصعيد على الحدود، فيما لم يُفصح أيٌّ من البلدين عن تفاصيل المفاوضات.
اتهامات متبادلة
وفقًا لـ"أسوشيتد برس"، ألقت حكومة طالبان الأفغانية باللوم في هذا المأزق على نهج إسلام أباد الذي وصفته بـ"غير المسؤول وغير المتعاون".
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: "خلال المناقشات، حاول الجانب الباكستاني إلقاء مسؤولية أمنه بالكامل على الحكومة الأفغانية، دون إبداء أي استعداد لتحمل مسؤولية أمن أفغانستان أو أمنه".
ولكن على الرغم من فشل المحادثات، أكد مجاهد أن وقف إطلاق النار سيصمد، وقال إنه "لا توجد مشكلة في وقف إطلاق النار"، وشكر الوسطاء على دورهما.
وفي مقابلة مع قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية، صرّح وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف: "انتهت المحادثات، وسيستمر وقف إطلاق النار حتى يخرقه الجانب الأفغاني".
الخميس الماضي، ألمح وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار إلى أن المفاوضات تتعثر، قائلًا إن "أفغانستان فشلت حتى الآن في الوفاء بتعهداتها بمكافحة الإرهاب".
وأضاف: "ستواصل باكستان استخدام جميع الخيارات اللازمة لحماية أمن شعبها وسيادتها".
اجتمع ممثلو الدولتين المتجاورتين أول أمس الخميس في تركيا، في محاولة لتأمين هدنة اتفقوا عليها في 19 أكتوبر، بعد أن أسفرت اشتباكات حدودية عن سقوط ضحايا من الجانبين.
التوترات الباكستانية الأفغانية
اندلعت معارك ضارية بين الجيش الباكستاني وقوات طالبان الأفغانية الشهر الماضي، شكَّلت أعنف صراع بين الجارتين منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.
وازدادت التوترات بين البلدين، اللذين كانا حليفين سابقًا، بعد أن طالبت إسلام آباد كابول باتخاذ إجراءات ضد حركة طالبان باكستان، وهي جماعة منفصلة وثيقة الصلة بحركة طالبان الأفغانية.
تسعى حركة طالبان باكستان إلى فرض تفسير متشدد للإسلام، لا سيما في مقاطعة خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، والمتاخمة لأفغانستان.
ووفقًا للحكومة الباكستانية، تنشط الجماعة انطلاقًا من الأراضي الأفغانية دون عقاب، وهو ادعاء تنفيه حركة طالبان الأفغانية.
وصعَّد مسلحو حركة طالبان باكستان هجماتهم ضد قوات الأمن الباكستانية في السنوات الأخيرة.
وخلص تقرير للأمم المتحدة هذا العام إلى أن حركة طالبان باكستان "تتلقى دعمًا لوجستيًا وعملياتيًا كبيرًا من السلطات الفعلية"، في إشارة إلى حكومة طالبان في كابول.
تربط الدولتان المتجاورتان أيضًا روابط تاريخية وثقافية وشعبية وثيقة، ولجأ ملايين الأفغان الذين فروا من بلدهم الذي مزقته الحرب على مدى الأربعين عامًا الماضية إلى باكستان.
ولكن في أعقاب الاشتباكات، كثّفت باكستان حملتها على المهاجرين الأفغان في البلاد.