شهدت العاصمة الأردنية عمّان انطلاق فعاليات مهرجان الأردن المسرحي في دورته الثلاثين، في احتفالٍ استثنائي يجسد مسيرة ثلاثة عقود من الإبداع والتجديد في عالم المسرح العربي، وذلك برعاية وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وبحضور الأمين العام نضال الأحمد، ونقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي، ومدير المهرجان الفنان عبد الكريم الجراح، إلى جانب نخبة من الفنانين والنقاد من الأردن وعدة دول عربية.
3 عقود من الحضور والتأثير
أكدت ربى آغا، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من عمّان، أن الصحف الأردنية أفردت هذا الأسبوع مساحاتٍ واسعة لتغطية الحدث، مشيرةً إلى أن المهرجان يُعدّ من أعرق المهرجانات المسرحية في العالم العربي، ويحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عامًا على تأسيسه، ما يعكس استمراريته كمحطة إبداعية مهمة وفضاءٍ حر للتعبير الفني.
وأضافت آغا، خلال مداخلة عبر برنامج “صباح جديد” الذي يقدمه الإعلامي محمد جاد، أن المهرجان يهدف إلى ترسيخ مكانة المسرح كمنبرٍ للحوار والتنوّع الثقافي، وإعادة الاعتبار له كأحد ركائز الهوية الفنية والاجتماعية، لافتةً إلى أنه يواصل دعم التجارب المسرحية الجديدة وتشجيع الطاقات الشابة.
مشاركات عربية
ويضم المهرجان مشاركاتٍ من مصر والكويت وسلطنة عُمان وسوريا، إلى جانب فرقٍ أردنية محلية، حيث تقدّم العروض رؤى فنية مبتكرة تتناول قضايا الإنسان والواقع الاجتماعي والسياسي، وتطرح تساؤلاتٍ حول الحاضر والمستقبل من خلال لغةٍ مسرحية تجمع بين الفكرة والجمال.
كما يشهد المهرجان جلساتٍ فكرية ونقدية بمشاركة كبار النقاد والمخرجين العرب، تتناول مسارات تطور المسرح العربي ودوره في تشكيل الوعي الجمعي، مع طرح رؤى جديدة حول العلاقة بين الفن والواقع في ظل التحولات الراهنة.
تكريم رموز المسرح العربي
وفي إطار الاحتفاء بروّاد المسرح العربي، يُكرَّم عددٌ من رموز الفن المسرحي تقديرًا لعطائهم وإسهامهم في إثراء الحركة الفنية على مدار عقود.
ومن أبرز المشاركات المصرية هذا العام الفنانة والمخرجة كريمة بدير، التي تُلقي كلمة خلال إحدى الجلسات الفكرية تتناول فيها موضوع “التعبير الحركي وتطبيقاته في المسرح المعاصر”، مقدّمةً رؤيةً جديدة حول لغة الجسد في العرض المسرحي الحديث.
واستُهلت فعاليات المهرجان بعرضٍ مسرحي لافت حمل عنوان “انتبه خلفك مطبّ تاريخي” من إخراج رشا المليفي، حيث تفاعل معه الجمهور بحفاوةٍ كبيرة، لما تضمّنه من طرحٍ جريء يجمع بين الرمزية والبعد الإنساني في معالجة القضايا التاريخية.
ويؤكد المهرجان، الذي يمتد على مدى أيامٍ عدة، من جديد أن المسرح الأردني والعربي ما زال منبرًا حيًّا للتنوير والتجديد، يربط الماضي بالحاضر، ويحتفي بالكلمة الصادقة والحركة المعبرة، في مشهدٍ ثقافي يليق بثلاثة عقودٍ من الشغف والإبداع.