دعا الأمينُ العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، جميعَ الأطراف إلى الالتزام التام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا الدعمَ القوي لـ"ضرورة صمود" هذا الاتفاق.
وشدَّد "جوتيريش"، خلال كلمته أمام القمة العالمية للتنمية الاجتماعية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، على أنَّه لا بديل عن حلِّ الدولتين كسبيلٍ وحيدٍ لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكِّدًا ضرورةَ الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية كجزءٍ من أيِّ حلٍّ مستقبلي.
ونوه باستضافة مصر مؤتمرًا لإعادة إعمار قطاع غزة، في خطوةٍ تهدف إلى معالجة الدمار الذي لحق بالقطاع.
الوضع في السودان
وانتقالًا إلى الوضع في السودان، طالب جوتيريش بإنهاء ما وصفه بـ"كابوس العنف"، ودعا في هذا الصدد الجيشَ السوداني وقواتَ الدعم السريع إلى العمل مع مبعوثه الخاص للسودان للتوصل إلى تسوية، مُشدِّدًا على أنَّ الهجمات التي حدثت في البلاد "لا يمكن التسامح معها"، وضرورة التأكد من عدم إفلات مرتكبي الجرائم في السودان من العقاب.
الفقر في العالم
وفي إطارٍ آخر، أكَّد الأمينُ العام للأمم المتحدة أنَّ العالم يبتعد عن مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مُشدِّدًا على أنَّ البلدان النامية لا تحصل على مستوى الدعم الذي تحتاجه لمواجهة التحديات المتزايدة.
وأشار "جوتيريش" إلى أنَّ نحو 700 مليون شخصٍ حول العالم يعانون من الفقر المدقع، في حين يفتقر ملايين آخرون إلى أيِّ شكلٍ من أشكال الحماية الاجتماعية، واصفًا ذلك بأنَّه "أمرٌ مؤسفٌ وغيرُ مقبولٍ في عالمنا اليوم".
وطالب الأمينُ العام المجتمعَ الدولي بضرورة وضع خطةٍ لحشد 1.3 تريليون دولار سنويًا لتمويل جهود مكافحة التغير المناخي في الدول النامية، وشدَّد على أنَّ التضامن العالمي والتمويل العادل يُشكِّلان حجرَ الأساس لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية
وانطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمالُ مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة 2025، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات في العاصمة القطرية الدوحة.
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر ثلاثةَ أيام، أكثرُ من 8 آلافٍ من ممثلي الدول الأعضاء، على مستوى رؤساء الدول والحكومات والوزراء، والأمم المتحدة والمجتمع المدني والأكاديميين والقطاع الخاص والشباب؛ لتجديد الالتزام بالعدالة الاجتماعية، وتحويل هذا الالتزام إلى إجراءاتٍ ملموسةٍ تضع الإنسانَ في صميم عملية التنمية المستدامة، وفق وكالة الأنباء القطرية.
ويُعدّ هذا المؤتمر أولَ اجتماعٍ رسميٍّ للجمعية العامة للأمم المتحدة يُعقد خارج نيويورك أو جنيف، وذلك وفقًا للنظام الداخلي للجمعية العامة للمنظمة الدولية، ويعكس انعقادُه في الدوحة مكانةَ دولة قطر كشريكٍ استراتيجيٍّ فاعلٍ للأمم المتحدة.