الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استطلاع رأي: الأمريكيون يعانون تحت حكم ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موجة رفض واسعة لأدائه بعد 9 أشهر من توليه قيادة البيت الأبيض للمرة الثانية، إذ كشف استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست، بالتعاون مع شبكة ABC ومؤسسة إبسوس، أن 59% من الأمريكيين يعارضون طريقة إدارته للبلاد مقابل 41% فقط يوافقون عليها.

وتعكس نتائج الاستطلاع أعلى معدل رفض يسجله أداء ترامب في استطلاعات واشنطن بوست، منذ يناير 2021 عقب اقتحام مبنى الكابيتول، إلا أن المفارقة أن الحزب الديمقراطي يبدو عاجزًا تمامًا عن ترجمة هذا السخط الشعبي إلى مكاسب انتخابية، قبل عام من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

فشل شامل

أظهر الاستطلاع الذي شمل 2.725 ألف أمريكي، خلال الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر 2025، بهامش خطأ لا يتجاوز 1.9%، أن الأغلبية ترفض أداء ترامب في ثماني قضايا محورية.

وبحسب واشنطن بوست، فإن أسوأ تقييم سجله الرئيس كان في ملف الرسوم الجمركية، إذ بلغ الرفض 65% مقابل 33% موافقة فقط، رغم أن ترامب جعله مبادرته الاقتصادية الرئيسية.

أما الملف الاقتصادي الذي كان سلاح ترامب الانتخابي عام 2024، فتحول إلى نقطة ضعف كبرى، إذ يرفض 62% من الأمريكيين تعامله مع الاقتصاد، ويحمله 59% مسؤولية كبيرة عن معدل التضخم الحالي، فيما قال 52% إن الاقتصاد تدهور منذ توليه السلطة مقابل 27% فقط أكدوا تحسنه.

والأخطر أن 18% فقط من الأمريكيين يقولون إن وضعهم المالي تحسن منذ تولي ترامب، بينما أكد 37% أنهم أصبحوا في وضع أسوأ و45% لم يلاحظوا تغييرًا.

وفي ملف إدارة الحكومة الفيدرالية، سجل ترامب رفضًا بنسبة 63% مقابل 36% موافقة، بينما بلغ الرفض 60% في التعامل مع الصراع في أوكرانيا و59% في العلاقات الدولية و56% في ملف الهجرة و55% في قضية الجريمة.

مخاوف متصاعدة

كشف استطلاع واشنطن بوست أن القلق الأكبر لدى الأمريكيين يتركز حول ممارسة ترامب لصلاحياته الرئاسية، إذ يعتقد 64% أنه "يذهب بعيدًا جدًا" في محاولة توسيع سلطات الرئاسة، مقابل 30% فقط يرون أنه يتعامل مع الأمر بشكل صحيح و5% يعتقدون أنه لا يذهب بعيدًا بما يكفي.

وأظهرت النتائج أن 57% يرفضون تسريح الموظفين الحكوميين لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، فيما عارض 55% قراره إرسال الحرس الوطني لدوريات في المدن الأمريكية، و54% يعترضون على محاولاته تغيير طريقة عمل الكليات والجامعات الأمريكية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ترامب يحكم بشكل أساسي عبر الأوامر التنفيذية، ما أدى إلى رفع عشرات الدعاوى القضائية التي تطعن في صلاحياته، وستكون المحكمة العليا اهي لحكم النهائي في تحديد حدود السلطة التنفيذية.

معاناة الديمقراطيين

المفاجأة الكبرى في الاستطلاع أن الأمريكيين يرون جميع الأطراف السياسية منقطعة عن واقعهم، لكن الحزب الديمقراطي حصد أسوأ تقييم، فبحسب واشنطن بوست، يعتقد 68% أن الحزب الديمقراطي "منفصل عن اهتمامات معظم الناس"، مقابل 63% لترامب و61% للحزب الجمهوري.

ولم يطرأ أي تحسن على صورة الديمقراطيين منذ استطلاع مماثل أبريل الماضي، رغم تدني شعبيتهم في استطلاعات وطنية أخرى العام الجاري.

ويتجلى عجز الديمقراطيين بوضوح في نوايا التصويت لانتخابات الكونجرس 2026، التي تظهر تقدمًا ضئيلًا جدًا لهم، إذ إن 46% من الناخبين المسجلين سيصوتون للمرشح الديمقراطي في دائرتهم مقابل 44% للجمهوري و9% لن يصوتوا.

هذا الهامش أضيق بكثير من تقدمهم بـ11 نقطة في نفس التوقيت من ولاية ترامب الأولى، و7 نقاط قبل انتخابات 2018، التي استعادوا فيها السيطرة على مجلس النواب.

المشكلة الأكبر للديمقراطيين أن الحزب الجمهوري نجح في الاحتفاظ بنسبة أعلى بكثير من مؤيدي ترامب مقارنة بنجاح الديمقراطيين مع معارضيه، فبينما يقول 90% من الموافقين على أداء ترامب إنهم سيصوتون للجمهوري في دائرتهم، فإن 80% فقط من الرافضين لأدائه يؤيدون الديمقراطيين.

والأخطر أن الناخبين الذين "يرفضون بشكل طفيف" أداء ترامب منقسمون بالتساوي، وهم 36% للديمقراطيين و35% للجمهوريين و29% لن يصوتوا، بينما 84% من الموافقين "بشكل طفيف" على ترامب يدعمون الجمهوريين.

كما أن دعم الديمقراطيين منخفض نسبيًا بين معارضي ترامب من المستقلين والمعتدلين والمحافظين والشباب، وكذلك بين من لم يصوتوا عام 2024 أو صوتوا لترامب.

وفي مثال صارخ على التحدي، فإن 49% فقط من الأمريكيين البيض يرفضون ترامب مقابل 51% يوافقون، لكن عند السؤال عن نوايا التصويت للكونجرس، فإن 53% من الناخبين البيض المسجلين يدعمون الجمهوري مقابل 40% للديمقراطي.