تجاوزت أصداء الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير حدود القاهرة، لتمتد إلى الجاليات والسفارات المصرية في مختلف أنحاء العالم، حيث سادت حالة من الفخر والبهجة بين المصريين في الخارج احتفاءً بهذا الحدث التاريخي الذي يجسّد ريادة مصر في حفظ التراث الإنساني وإحياء الحضارة المصرية القديمة العريقة.
أقامت السفارة المصرية في السعودية احتفالية ضخمة بمقرها، بحضور شخصيات سعودية وأبناء الجالية، وفي بيروت، نظمت السفارة احتفالية كبيرة لمتابعة الفعاليات، حيث أعرب المشاركون عن انبهارهم بالحفل والمشاركة الدولية الواسعة، معبرين عن فخرهم بالحدث العالمي، بحسب ما نقله مراسلو "القاهرة الإخبارية، من السعودية جمال الوصيف ولبنان أحمد سنجاب.
وبحسب المراسل، شهدت احتفالية بيروت حضورًا رسميًا لبنانيًا تمثل في رئيس الحكومة نواف سلام.
كما تعيش الجالية المصرية في واشنطن ومدن أخرى مثل نيويورك وكاليفورنيا حالة من الفرح، حيث نظم المصريون تجمعات خاصة لمشاهدة الحدث، فيما سافر عدد منهم إلى مصر خصيصًا للمشاركة على أرض الوطن، بحسب مراسل "القاهرة الإخبارية"، رامي جبر.
وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم تسجيلي أضاء مجموعة من المسلات المصرية المنتشرة في عواصم العالم في مشهد رمزي مهيب يعكس خلود الحضارة المصرية وتأثيرها الإنساني العابر للزمن. وشملت قائمة العواصم التي أُضيئت فيها المسلات: الفاتيكان، وروما، وباريس، وواشنطن، وإسطنبول.
شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي الاحتفالية، حيث حرصا على اصطحاب القادة والملوك والزعماء إلى مقر الاحتفال وتوسطا صورة تذكارية للمشاركين.
كما شارك في حفل الافتتاح 79 وفدًا رسميًا، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية، ،برؤية مصر الحضارية ومكانتها كجسر ثقافي بين شعوب العالم.
وتتجسّد رسالة المتحف المصري الكبير في أنه "هدية مصر للعالم، حضارة صنعت التاريخ.. وما زالت تصنع المستقبل"، إذ يمثل المتحف، الذي يضم المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
ويمتد المتحف على مساحة تبلغ نحو 490 ألف متر مربع، ليصبح الأكبر من نوعه في العالم، كما يضم "الدرج العظيم" الذي تصطف على جانبيه تماثيل شامخة لملوك مصر، بارتفاع يصل إلى 6 طوابق، في مشهد مهيب يجسد فخامة التصميم وضخامة البناء.
ويضم المتحف المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، وتضم أكثر من 5000 قطعة من كنوز الملك، إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ مصر عبر العصور، لتجعل من المتحف سجلًا حيًا للحضارة المصرية.