في ليلة استثنائية تمزج بين عبق الماضي وروعة الحاضر، شهد العالم افتتاح المتحف المصري الكبير، بأنغام الخلود والترانيم المصرية التي أعادت إلى الأذهان مجد الحضارة القديمة وسحر الفراعنة الخالد، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والسيدة قرينته، وعدد كبير من قادة وزعماء الدول من مختلف أنحاء العالم.
افتُتح حفل المتحف في مشهد مُهيب يُجسد عظمة التاريخ المصري وإبداع الإنسان عبر العصور، ليصبح بوابةً جديدة تُطل منها مصر على العالم، وتُعلن من خلالها استمرار رسالتها الحضارية التي بدأت منذ آلاف السنين، حاملًا في تفاصيله مزيجًا من الفن والرمزية، فكان احتفاءً بالهوية المصرية وتأكيدًا أن حضارة النيل لا تزال تنبض بالحياة في كل زمن ومكان.
وحملت طائرات درونز لافتة مكتوب عليها "أهلًا بكم في أرض السلام" باللغة الإنجليزية، وهي تحلق في سماء المتحف المصرى الكبير، خلال حفل الافتتاح لتعلن للعالم أجمع أن مصر مهد الحضارات ورسالتها السلام في كل بقاع الأرض.
وشهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أنغام الخلود والترانيم المصرية والمجسمات الضوئية المُبهرة، التى تخطف الأنظار، وسط حضور دولي واسع.
وبدأت فعاليات حفل الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير بأداء صوتي استثنائي، إذ صدحت الفنانة المصرية العالمية شيرين أحمد طارق، بترانيم مستلهمة من الحضارة المصرية القديمة، أخذت الحضور في رحلة عبر آلاف السنين، في انطلاقة مهيبة تليق بعظمة الحدث.
وأطلت السوبرانو العالمية فاطمة سعيد بصوتها العذب لتقدم فقرة مميزة سردت من خلالها فصولًا من تاريخ الحضارة المصرية العريقة، فلامس صوتها القلوب وأضفى على الحفل بعدًا روحانيًا مهيبًا.
كما عرضت الشاشات لقطات لأوركسترات وفرق استعراضية من طوكيو في اليابان أمام معابدها العريقة على إيقاع طبول "التايكو"، ومن باريس في فرنسا على خلفية برج إيفل المتلألأ، ومن ريو دي جانيرو في البرازيل مع إطلالة بانورامية لتمثال المسيح المخلص، وصولًا إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية أمام تمثال الحرية.
وتضمنت إحدى فقرات احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، تجميعة بين صوت الكنيسة والتواشيح الدينية، في مشهد بديع يجمع بين نسيج الوطن.
وألقى التواشيح الدينية الشيخ إيهاب يونس، وبجواره أحد شباب الكنيسة يردد الترانيم الكنسية المعروفة، كما أبدع المطرب المصري النوبي أحمد إسماعيل في الغناء لنهر النيل باللغة النوبية، فيما أبهرت الفنانة حنين الشاطر ،الحضور بفقرة غنائية جذابة أضافت لمسة من الإبداع الشبابي المعاصر على الحفل.
وشهد العالم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، اليوم السبت، في حدث مُهيب يُجسد امتداد حضارة خالدة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، إذ يشهد حضورًا عالميًا رفيع المستوى يعكس مكانة مصر ودورها الرائد في حفظ التراث الإنساني.
يُشكل افتتاح المتحف المصري الكبير محطة تاريخية فارقة في مسيرة الثقافة المصرية، إذ يلتقي فيها عبق الماضي عظمة الحاضر، لتؤكد مصر من جديد مكانتها كقبلة للتاريخ ومهد للحضارات، ومنارة إشعاع ثقافي تمتد أنواره إلى أنحاء العالم كافة.