الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قائد المجد الفرعوني.. الملك رمسيس الثاني يعتلي عرشه الجديد بالمتحف المصري الكبير

  • مشاركة :
post-title
تمثال الملك رمسيس الثاني فى بهو المتحف المصري الكبير

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

تفتح مصر صفحة جديدة في سجل الحضارة الإنسانية مع افتتاح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت، الذي يعد أضخم متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، ويقف شامخًا عند أقدام الأهرامات كأنه حارس جديد لذاكرة التاريخ المصري القديم.

بين أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تتهيأ لاستقبال زوارها من كل بقاع الأرض، يلمع تمثال الملك رمسيس الثاني في بهو المتحف، كأنه يعود إلى الحياة من جديد بعد رحلة دامت أكثر من ثلاثة آلاف عام.

من ميت رهينة إلى بوابة المجد

قبل أكثر من 30 قرنًا، نُحِت تمثال رمسيس الثاني من الجرانيت الوردي في معبد ميت رهينة العظيم قرب ممفيس، بارتفاع 11 مترًا ووزن يتخطى 80 طنًا، ليكون رمزًا لقوة الملك الذي قاد مصر في ذروة مجدها، لكن عجلة الزمن طمسته تحت الرمال لقرون، حتى عُثِر عليه في القرن التاسع عشر مكسورًا إلى ستة أجزاء، ليبدأ فصلاً جديدًا من تاريخه مع رحلة الترميم والإحياء.

الملك رمسيس في قلب القاهرة

في خمسينيات القرن الماضي، استعادت الدولة المصرية مجد الملك المنسي حين قررت نقل التمثال إلى ميدان باب الحديد الذي حمل لاحقًا اسم "ميدان رمسيس"، حيث وقف التمثال شامخًا وسط العاصمة، يراقب الحياة اليومية لمدينة لا تنام، ويتوسط وجدان المصريين كرمز للعظمة والاستمرارية.

رحلة الملك الأخيرة عبر شوارع القاهرة

في 25 أغسطس 2006، شهدت القاهرة حدثًا أسطوريًا لا يُنسى، الملك رمسيس الثاني يعود للسير في شوارعها بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام.

اصطف الآلاف على جانبي الطريق يودعون الملك ويحتفون بعودته إلى مجده الجديد، بينما كانت الشاشات تنقل مشهد الموكب الذي قطع 30 كيلومترًا بسرعة لا تتجاوز خمسة كيلومترات في الساعة.

نُفِذت عملية النقل بعملية هندسية دقيقة، استُخدِمت فيها تقنية توزيع الوزن على مركز الثقل، بعد إجراء تجربة سابقة باستخدام كتلة خرسانية تزن 83 طنًا لضمان سلامة الرحلة التاريخية.

الملك يعتلي عرشه الجديد

اليوم، يقف رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير، واستعادت ملامحه هيبته القديمة وسط ضوء طبيعي ينساب من واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات.

تمثال الجرانيت الوردي الذي نُحِت قبل آلاف السنين أصبح اليوم أول ما يراه الزائر عند دخوله المتحف وآخر ما يبقى في ذاكرته عند خروجه، كأن الملك عاد إلى عرشه من جديد، يراقب أبناءه وهم يعيدون كتابة التاريخ، هذه المرة بلغة العلم والهندسة والإبداع.

فتلك الرحلة للملك رمسيس الثاني الخالد صارت مرآة لرحلة وطن لا ينسى ماضيه، ويكتب مستقبله على صخر الزمن بذهب الإرادة.