الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساعات على افتتاح المتحف المصري الكبير.. هدية الأحفاد إلى العالم

  • مشاركة :
post-title
المتحف المصري الكبير يتزين لـ"الافتتاح الأسطوري" غدًا السبت

القاهرة الإخبارية - مروان حسين

في لحظة طال انتظارها، تقف مصر على أعتاب حدث تاريخي جديد، يكتب فصلاً آخر من فصول مجدها الخالد.. فمن الجيزة، حيث تهفو الأبصار نحو الأهرامات العظيمة، يطل المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه غدًا السبت، كتحفة معمارية فريدة تجمع بين عبق الماضي وإصرار الحاضر وروح المستقبل.

يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مُخصصًا لحضارة واحدة (الحضارة المصرية القديمة)، كما يجمع بين الحداثة المعمارية والمضمون الحضاري العريق، ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة، في مقدمتها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض بالكامل لأول مرة في مكان واحد.

افتتاح أسطوري

وتتجه أنظار العالم إلى مصر غدًا، لمتابعة افتتاح المتحف المصري الكبير، إذ من المقرر أن يشهد الافتتاح احتفالية عالمية كبرى تمتد لثلاثة أيام، بحضور عدد من رؤساء الدول والشخصيات العامة والدولية البارزة، وذلك بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب، والتحديات التي تحوّلت إلى إنجازات، حتى صار هذا الصرح شاهدًا على قدرة المصريين على أن يحولوا الحلم إلى واقع يليق بحضارة تمتد لآلاف السنين.

كما أصبح المتحف المصري الكبير صرحًا عظيمًا يناطح التاريخ وحوَّل تلك البقعة الفريدة إلى "مثلث ذهبي" ليس له مثيل في العالم أجمع، ليصبح المتحف وهضبة الأهرامات أكبر متحف في تاريخ البشرية، وهدية الشعب المصري للعالم.

كما سجل المتحف المصري الكبير اسمه في التاريخ كأول متحف أخضر بإفريقيا والشرق الأوسط، بعد حصوله على شهادة EDGE Advanced للمباني الخضراء لعام 2024.

هدية مصر إلى العالم

يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل هدية ورسالة من مصر إلى العالم، إذ يعد أكبر متحف في العالم من جهة المساحة، التي تبلغ 117 فدانًا (نحو 500 ألف متر مربع)، مضيفًا أن الجميع يري المتحف كرسالة حضارية وثقافية هامة، ونجد ذلك في الاهتمام العالمي به.

أكد "عامر" أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا استثنائيًا يليق بعظمة مصر وتاريخها، إذ يشهد حضور ملوك وأمراء من مختلف دول العالم.

وأوضح أن ما يقرب من 400 محطة عالمية ستنقل فعاليات الافتتاح على الهواء مباشرة، إلى جانب عرض الحدث عبر شاشات ضخمة في ميادين الجمهورية، وفي جميع السفارات المصرية بالخارج، وكذلك في المتاحف العالمية التي تضم أجنحة للآثار المصرية، مشيرًا إلى أن الحفل سيتضمن عزف ترنيمة فرعونية بمشاركة 121 عازفًا مصريًا و78 عازفًا أجنبيًا، كما تم سك عملات ذهبية وفضية خصيصًا لتخليد هذا الحدث الذي يُعد من أعظم الفعاليات الثقافية في القرن الواحد والعشرين.

كنوز الملك الذهبي

ويرى الخبير الأثري أن أكثر القطع التي من المتوقع أن تجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم هي المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تُعد من أبرز وأندر المجموعات الأثرية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، إذ تضم نحو 5400 قطعة أثرية، موضحًا أنه سيتم عرض 300 قطعة نادرة من هذه المجموعة داخل قاعات المتحف، إلى جانب فأس حجرية يعود عمرها إلى نحو 700 ألف عام، سيتم عرضها لأول مرة، وأيضًا سيشهد المتحف عرض نحو 15 ألف قطعة أثرية تُعرض لأول مرة.

أوضح "عامر" أن المُحافظة على الآثار في أثناء عملية النقل تتطلب اتباع طرق آمنة ودقيقة، واستخدام سيارات مزودة بأنظمة أمان متكاملة، وذلك حرصًا على سلامة القطع الأثرية، ولعل خير دليل على ذلك ما شاهدناه في موكب المومياوات الملكية، الذي عكس مدى الاهتمام والدقة في نقل الآثار.

أشار "عامر" إلى أن عملية نقل القطع الأثرية تخضع لمعايير دقيقة وإجراءات خاصة تضمن الحفاظ عليها بشكل كامل، إذ يتم تغليف القطع الصغيرة بإحكام لحمايتها من أي مؤثرات خارجية، بينما تُثبت القطع الكبيرة باستخدام أحبال الكاوتشوك لضمان ثباتها وعدم تعرضها لأي اهتزاز أو ضرر أثناء النقل، كما ترافق عملية النقل حراسة أمنية مشددة منذ لحظة خروج القطع من المتحف وحتى وصولها إلى وجهتها الجديدة.

وشدد على أن هناك قطعًا أثرية كثيرة سوف تجذب الزائرين، ولكن تظل المجموعة الكاملة للملك "توت عنخ آمون" هي التحول الحقيقي، نظرًا لأنها سوف تعرض لأول مره كاملة في التاريخ في مكان واحد مجهز على أعلى مستوى.

دور كبير في زيادة أعداد السائحين

أوضح "عامر" أن المتحف المصري الكبير سوف يلعب دورًا محوريًا هامًا في خريطة مصر السياحية، نظرًا لأنه يجمع في طياته أكبر عدد من القطع الآثرية، كما أنه يربط الماضي بالحاضر، لذلك سيظل المتحف المصري الكبير رمزًا كبيرًا ليس في مصر فقط، بل في العالم كله، وسوف يكون هناك إقبال غير مسبوق من السائحين على زيارته.

أتم الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات: "تظل مجموعة آثار (توت عنخ آمون) فريدة من نوعها، على اعتبار أنها المقبرة الملكية الوحيدة الفريدة التي تم استخراجها بالكامل، رغم أن المقبرة فقيرة فنيًا مقارنة بمقابر ملوك الدولة الحديثة، ولكنها غنية أثريًا، ولا توجد مقبرة تضاهيها حتى الآن، ومن أشهر الآثار القناع الذهبي الذي لا يوجد مثيل له في العالم، والخنجر، وأجنة أولاد (توت عنخ آمون)، وأيضًا المقصورات والعجلات الحربية والسرير الجنائزي وكرسي العرش".

واختتم "عامر"، تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية"، قائلًا إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس فقط احتفالاً بإنجازٍ مادي، بل هو احتفالٌ بالهوية وبالتراث وبالإنسان المصري الذي يواصل البناء والتجدد معًا، ورسالة إلى العالم بأن مصر لا تحتفظ بتاريخها كي يُطوى وينتهي، بل تحتفي به كي يعيش ويتفاعل ويُلهم.