تراجعت شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، بعد أن أظهر استطلاع مجموعة فيريان، الذي شمل ألف شخص ونُشر في صحيفة لوفيجارو، ذلك الانخفاض.
وبلغت نسبة تأييد ماكرون 11 بالمئة فقط، وهو أدنى رقم سجلته الشركة على الإطلاق، وكان صاحب الرقم القياسي السابق هو سلف ماكرون المباشر ورئيسه السابق، فرانسوا هولاند، الذي وصل إلى 11 بالمائة في أواخر عام 2016، قبل وقت قصير من إعلانه أنه لن يسعى لولاية رئاسية ثانية.
وفقًا لمقياس فيريان، يتشارك ماكرون وهولاند الآن لقب الرئيس الفرنسي الأقل شعبية منذ عام 1981، عندما بدأ مركز الاستطلاعات وسابقوه بإجراء هذا الاستطلاع الشهري للصحيفة الفرنسية.
توصلت معاهد استطلاع رأي أخرى إلى استنتاجات مماثلة بشأن تراجع شعبية ماكرون، في أعقاب قراره غير الشعبي برفع سن التقاعد، وأشهر الجمود السياسي التي تسبب بها قراره بحل البرلمان بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية لعام 2024.
أظهر استطلاع أجرته شركة إبسوس في وقت سابق من هذا الشهر أن نسبة تأييد ماكرون بلغت 19 بالمئة — أعلى من أدنى رقم سجلته الشركة لهولاند، والذي بلغ 13 بالمئة في عام 2014. ووجد استطلاع أجرته شركة أودوكسا ونُشر الثلاثاء الماضي أن 20 بالمئة فقط من المستجيبين يعتبرون ماكرون رئيسًا جيدًا، ما يضع الرئيس البالغ من العمر 47 عامًا متقدمًا بفارق ضئيل فقط على سلفه.
قال مستشار رئاسي سابق، طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث لموقع بوليتيكو: "ماكرون مهووس باستطلاعات الرأي باستمرار، إلى جانب أنه يفتقر إلى فهم دقيق للعواقب التي يمكن أن تُحدثها الإصلاحات التي يعتبرها ضرورية على وضع البلاد".
ويبدو أن حالة الاستياء الأخيرة تجاه الرؤساء الفرنسيين تُعدّ حالة شاذة تاريخيًا، على الأقل في الآونة الأخيرة، فقد أظهرت الدراسات حول معدلات التأييد أن الرؤساء الثلاثة الأوائل المنتخبين للجمهورية الفرنسية الخامسة، التي تأسست عام 1958، كانوا يحظون باستمرار بنسب تأييد أعلى.
وبينما تُعدّ أرقام ماكرون سيئة للغاية، يبدو أن التشاؤم الأوروبي بشأن قياداتهم في ازدياد، إذ يبلغ معدل تأييد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أقل بقليل من 20 بالمئة، وفقًا لمؤشر استطلاعات الرأي الذي أعدته صحيفة بوليتيكو، بينما وصل المستشار الألماني فريدريش ميرز مؤخراً إلى أدنى مستوى له عند 25 بالمئة، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد فورسا لصالح قناتي RTL وntv ونُشر الثلاثاء الماضي.