أعلن متحف قصر هونج كونج أنه سيعتمد "أعلى المعايير الدولية للأمن" و"أفضل ظروف التخزين والعرض"، استعدادًا لاستضافة أكبر وأطول معرض مخصص للكنوز المصرية القديمة في المدينة.
وفي يونيو الماضي، وقع المجلس الأعلى للآثار المصري اتفاقية تعاون مع متحف قصر هونج كونج لتنظيم معرض أثري عالمي يحمل بين طياته عبق الحضارة المصرية القديمة.
المعرض، الذي سيُقام تحت عنوان "مصر القديمة تكشف عن نفسها: كنوز من المتاحف المصرية"، يُعد أول نافذة فرعونية تُفتح في قلب الشرق الأقصى، ويأتي تتويجًا لجهود دبلوماسية وثقافية مكثفة، ورغبة مشتركة في ترسيخ الحوار الحضاري بين مصر والصين.
ويضم المعرض نحو 250 قطعة أثرية نادرة تمثل عصورًا متنوعة من الحضارة المصرية القديمة، تم اختيارها بعناية من عدة متاحف مصرية، تشمل المتحف المصري بالتحرير، ومتحف الأقصر للفن المصري القديم، والمتحف القومي بالسويس، ومتحف سوهاج القومي، بالإضافة إلى قطع أثرية حديثة الاكتشاف من منطقة سقارة الأثرية، وبعض المعروضات المميزة من معرض "قمة الهرم" الذي أقيم في مدينة شنجهاي.
تماثيل أثرية ضخمة
وكشف المتحف عن ثلاثة تماثيل مصرية ضخمة وصلت من متحف شنجهاي، أحدها يزن نحو 1.8 طن ويبلغ ارتفاعه 2.4 متر، يُجسد الفرعون مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة الذي حكم مصر بين عامي 1213 و1203 قبل الميلاد، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وقال لويس نج تشي وا، مدير متحف قصر هونج كونج، إن المتحف "استدعى فورًا فريق الأمن لإجراء مراجعة شاملة لإجراءاته بعد الاهتمام المتزايد بقضية سلامة المعروضات"، مضيفًا: "يسعدني أن أؤكد أن أنظمة الأمن لدينا تتوافق مع أعلى المعايير الدولية".
المعرض، الذي يضم 250 قطعة أثرية تغطي أربعة آلاف عام من التاريخ المصري، يمتد من 20 نوفمبر 2025 إلى 31 أغسطس 2026.
وإلى جانب التمثال الملكي، سيعرض المتحف تمثالين آخرين، أحدهما يصور كاهنة وأميرة مصرية، والآخر للإلهة لونيت. وقد استخدم نحو عشرة موظفين رافعة جسرية متحركة وكابلات خاصة لإخراج تمثال مرنبتاح من صندوقه الخشبي بعناية فائقة.
وأكدت ماجي تشنج، رئيسة قسم التصميم في المتحف، أن هذه هي المرة الأولى منذ افتتاح المتحف قبل ثلاث سنوات التي تعرض فيها تماثيل ضخمة بهذا الحجم، مشيرةً إلى أن فريق التصميم "تعلّم من تجربة معرض شنجهاي لتوفير الدعم الهندسي الأمثل لكل قطعة".
أما ديزي وانج يي يو، نائبة مدير المتحف، فأوضحت أن المتحف الجديد يعتمد نظامًا متطورًا للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، لضمان أفضل ظروف العرض والتخزين، قائلة: "نحن ملتزمون بالحفاظ على التراث الإنساني وفق أعلى معايير المتاحف العالمية".
كما أعلن المتحف أنه سيطرح مجموعة من الهدايا التذكارية والأطعمة والمشروبات ذات الطابع المصري احتفالًا بانطلاق المعرض، في خطوة تهدف إلى جذب الزوار وتعزيز التبادل الثقافي بين هونج كونج ومصر.