كشف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، اليوم الأربعاء، عن نروح نحو 33 ألف سوداني من مدينة الفاشر بإقليم دارفور، خلال الـ72 ساعة الماضية.
يأتي ذلك في ظل سيطرة قوات الدعم السريع، الأحد الماضي، على مدينة الفاشر، وانسحاب قوات الجيش السوداني منها بعد معارك طويلة وضارية، تخللها حصار خانق وإغلاق تام للمنافذ الإنسانية.
وقال رئيس البعثة في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، إن النازحين توجهوا للقرى المجاورة للفاشر، كما أن الأعداد من المرجح أن تزيد بكثرة، حيث نتوقع نزوح نحو 260 ألف سوداني في الفاشر، خلال الفترة المقبلة.
وأضاف، أن الروايات التي تصل إليهم من الأشخاص المتواجد بها أطقم المنظمة مرعبة، إذ يعانون نقصًا في الأغذية ومنهم من لم يأكل منذ يومين، كما أن هناك اغتصابًا جنسيًا ممنهجًا وتصفية الرجال دون أي محاكمة.
وتابع: "ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي مرعب، وهناك هجوم ممنهج على المدنيين يجب أن يتوقف بأسرع وقت".
وأشار إلى أنه منذ نحو شهرين في الهجوم على معسكر زمزم، الذي كان يأوي نحو 400 ألف نازح والعديد من الأطقم الطبية والعديد من المنظمات المحلية والدولية، وفي واحدة من الهجمات مات أكثر من 11 شخصًا من طواقم طبية بمنظمة دولية واحدة.
الجيش يتوعد
وتوعد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، الاثنين الماضي، بأنه سيحاسب جميع المجرمين الذين يستهدفون الشعب السوداني، مؤكدًا أن القوات المسلحة قادرة على هزيمة من يقتلون السودانيين.
وأضاف في خطاب متلفز، أن تقدير القيادة في الفاشر كان مغادرة المدينة، بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج.
وذكر: "الجيش سيقتص لأهلنا الذين أصابهم الظلم في الفاشر"، مؤكدًا أن قوات الجيش "قادرة على تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة الأراضي".
وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني على أن "الشعب السوداني وقواته المسلحة سينتصران"، مؤكدًا عزم السودان على تطهير البلاد من المرتزقة.
وتابع: "نجدد عهدنا مع الشعب السوداني أن القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات المساندة قادرة على استرداد كل شبر من أرض الوطن".
لماذا الفاشر
وترتبط أهمية مدينة الفاشر عسكريًا وإستراتيجيًا بكونها العاصمة التاريخية لدارفور، وهي آخر مركز رئيسي للجيش السوداني في الإقليم، فضلًا عن قربها من شمال السودان وتمثل قاعدة انطلاق لأي جهود لاستعادة السيطرة على المناطق الأخرى.