يشهد قطاع غزة، حاليًا، عملية بحث مكثفة عن جثث المحتجزين الإسرائيليين القتلى، تشارك فيها جميع الأطراف، بعد مهلة اليومين الذي حددتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعثور عليها.
وهدد ترامب حركة حماس، وكتب على منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، أن "هناك حاليًا سلامًا قويًا جدًا في الشرق الأوسط، لكن على حماس أن تستأنف بسرعة تسليم الجثث لإسرائيل، وإلا ستواجه عواقب".
وقال الرئيس الأمريكي، إن "بعض الجثث يصعب العثور عليها، ولكن لسبب ما لا تعيد حماس البقية.. لنرى ما ستفعله حماس خلال الـ48 ساعة القادمة.. أراقب الوضع عن كثب".
وتزامنًا مع التهديد الصادر من الرئيس الأمريكي، كشفت مصادر إسرائيلية، مساء أمس السبت، عن أن إسرائيل وحماس نسقتا من خلال الوسطاء بشأن مواقع جثث المحتجزين القتلى لدى الحركة، بهدف تسريع عملية إعادتها إلى إسرائيل.
وأوضحت المصادر أن التنسيق شمل تبادل المعلومات عن مواقع جثث المحتجزين القتلى داخل قطاع غزة، وإجراء عمليات مطابقة للبيانات بين الطرفين لضمان سرعة الاسترجاع.
وذكرت المصادر أن التنسيق الأخير بين إسرائيل وحماس خلال عطلة نهاية الأسبوع شمل تبادل مواقع المحتجزين القتلى داخل القطاع، إذ أرسل كل طرف المعلومات المتوفرة لديه، وتم إجراء مطابقة دقيقة للبيانات بين الجانبين، بهدف إعادة المزيد من الجثامين في أقرب وقت ممكن، وفق ما نقلته "القناة 12" الإسرائيلية.
وأفادت مصادر لـ"القاهرة الإخبارية"، أن مصر تقدم مساعدات لوجستية و معدات؛ للمساعدة في تحديد مكان جثامين المحتجزين الإسرائيليين، نظرًا لحالة الدمار التي يشهدها قطاع غزة.
يأتي تحرك الجانب المصري بدفع معدات للبحث عن جثامين المحتجزين داخل قطاع غزة انطلاقًا من دورها في الحفاظ على اتفاق شرم الشيخ للسلام، ويقضى بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإعادة المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، أفاد يوسف أبو كويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، بأن الجهات المختصة في غزة تواجه صعوبات تقنية كبيرة بسبب نقص المعدات اللازمة لعمليات الحفر المعقدة، لافتًا إلى أن بعض الجرافات تعطلت، بينما يقتصر العمل على جرافتين فقط.
وبذلك، تستمر الجهود المبذولة عبر الوسطاء لتسريع عملية إعادة جثامين المحتجزين القتلى، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية وتسريع إنهاء ملف الجثث المحتجزة لدى حماس.
رغم أن المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تدعو إلى نزع سلاح حماس، وبدء إعادة الإعمار القطاع، وتشكيل إدارة تكنوقراط، ليست مشروطة بإعادة جميع المحتجزين، إلا أن جميع الأطراف تسعى الآن للعثور على أكبر عدد ممكن من الجثث قبل المضي قدمًا في خطة ترامب.
ولفتت صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى تسريبات عن إجراءات عقابية تدرسها إسرائيل، بما في ذلك تقييد المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، بذريعة تقصير حماس في إعادة جثث المحتجزين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي: "هناك احتمال أن تعلن حماس في كل لحظة عن إعادة الجثث، نحن مستعدون لأي إعلان يصدر عنها".
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أجنبي أن استمرار حماس في إعادة الجثث إلى إسرائيل يدل على أنها تبذل جهودًا في هذه العملية، وأنه كان من الواضح لإسرائيل أن الأمر سيستغرق وقتًا.
ويلزم اتفاق غزة حماس بإعادة جميع المحتجزين، أحياءً وأمواتًا، وأفرجت الحركة حتى الآن عن جثث 17 محتجزًا قتلى، بالإضافة إلى 20 محتجزًا أحياءً، ولا تزال جثث 13 آخرين تحت أنقاض القطاع.
وقالت حماس إنها غير قادرة على الوصول إلى جميع الجثث، ولا تعرف مكان بعضها، فيما ادعى مسؤولون إسرائيليون أن حماس قادرة على الوصول إلى معظم المحتجزين المتبقين، مع تقديرات متباينة لعدد من قد يتعذر الوصول إليهم.
من جهته، قال رئيس حماس في غزة خليل الحية، إن حركته لن تعطي الاحتلال ذريعة لاستئناف الحرب، مشيرًا إلى أن الحركة سلمت 20 أسيرًا إسرائيليًا بعد 72 ساعة من وقف إطلاق النار، كما سلمت 17 من أصل 28 جثة من محتجزي الاحتلال، وذكر أنه سيتم دخول مناطق جديدة للبحث عن بعض الجثامين.