الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مجلس سلام".. نموذج غزة على طاولة أوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
لافتة تطلب دعمًا دوليًا لأوكرانيا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد الساحة الدبلوماسية الأوروبية حراكًا مكثفًا لإعداد خطط وقف إطلاق النار بأوكرانيا، في محاولة لإيجاد صيغة توافقية تحظى بقبول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتضمن عدم تنازل كييف عن أراضيها لصالح روسيا، في ظل تعثر المساعي الأمريكية لترتيب لقاء مباشر بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن مسؤولين أوكرانيين يجرون مشاورات موسعة مع نظرائهم في عواصم أوروبية رئيسية تشمل لندن وباريس وبروكسل، إذ يجري العمل على بلورة عدة خيارات لوقف القتال يمكن أن تنال موافقة واشنطن.

وبحسب مصادر مطلعة نقلتها الصحيفة، فإن من بين الأفكار المطروحة إنشاء "مجلس سلام" على غرار المبادرة التي قدمها ترامب للشرق الأوسط، التي اقترح فيها تشكيل مجلس مماثل للإشراف على إدارة قطاع غزة، في محاولة لجعل الخطة أكثر قبولًا لدى الإدارة الأمريكية.

وأوضحت المصادر أن فكرة "مجلس السلام" التي كانت وكالة "بلومبرج" أول من تحدث عنها، واحدة من خطط متعددة لا تزال قيد النقاش والتطوير، مؤكدة أنه لا توجد حتى الآن صيغة نهائية متفق عليها.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، طرح مقترحًا لإعداد خطة منفصلة يوقعها جميع الحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا، إلا أن مسؤولًا بريطانيًا نفى وجود مقترح نهائي بهذا الشأن، فيما أكد المتحدث باسم ستارمر، أن بلاده "تعمل مع الحلفاء والشركاء لوضع أوكرانيا في أقوى موقع ممكن قبل وفي أثناء وبعد أي وقف لإطلاق النار".

زيلينسكي يرحب بالمبادرات

في مؤتمر صحفي عقده بالسويد، أمس الأربعاء، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ترحيبه بالجهود الأوروبية المبذولة، قائلًا: "هناك مقترحات من فرنسا وبعض الدول الأوروبية، وأعتقد أننا نفهم بعضنا البعض، وبعض الدول الأوروبية تقدم مساعدة حقيقية".

وحرص الرئيس الأوكراني على توضيح طبيعة هذه المبادرات، مشيرًا إلى أن "الأمر ليس خطة لوقف الحرب بشكل كامل، بل في الأساس خطة لوقف إطلاق النار".

وحذّر زيلينسكي من التسرع في الحكم على هذه المقترحات، موضحًا أنه "يعرف بعض خطواتها، لكن يتعين مناقشتها بشكل معمق لأنها غير مكتملة بعد"، في إشارة إلى أن العملية الدبلوماسية لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج لمزيد من التنسيق والتشاور بين جميع الأطراف المعنية.

انسداد أفق المفاوضات

تأتي هذه الجهود الأوروبية في توقيت حرج، إذ أعلن البيت الأبيض، أول أمس الثلاثاء، أن اللقاء المحتمل بين ترامب وبوتين في المجر ليس وشيكًا كما كان متوقعًا.

ونقلت "بوليتيكو" أن موسكو رفضت الفكرة القائلة بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار، بناءً على خطوط التماس الميدانية الحالية، ما يمثل عقبة كبيرة أمام مساعي السلام، التي يقودها البيت الأبيض ويدفع الأوروبيين لتكثيف جهودهم المستقلة.

قمم أوروبية

على الصعيد المؤسسي، يناقش قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم في بروكسل، اليوم الخميس، مسألة التمويل طويل الأجل لأوكرانيا ضمن ملفات أخرى حيوية.

وفي خطوة موازية، من المقرر أن يجتمع غدًا الجمعة، قادة ما يُسمى بـ"تحالف الراغبين" بقيادة كل من ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث أفضل الآليات لمواصلة دعم كييف، بما في ذلك دراسة الخيارات المتاحة لصياغة مقترح شامل لوقف إطلاق النار يمكن تقديمه كبديل أوروبي متماسك حال تعثرت المساعي الأمريكية.