قضت محكمة العدل الدولية، اليوم الأربعاء، بإلزام إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، بتسهيل وتأمين إدخال جهود الإغاثة التي تنفذها الأمم المتحدة ووكالاتها، ومن ضمنها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأضافت هيئة المحكمة المكونة من 11 قاضيًا أن إسرائيل ملزمة بضمان تلبية "الحاجات الأساسية" للمدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك الإمدادات الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
وأكد رئيس المحكمة، يوجي إيواساوا، خلال جلسة عقدتها المحكمة في لاهاي لإصدار "رأي استشاري" يحدد واجبات إسرائيل تجاه المساعدات، أن المحكمة لم تتوصل إلى أدلة تثبت مزاعم إسرائيل حول حيادية الأونروا، بدعوى أن نسبة كبيرة من موظفي الوكالة الأممية هم أعضاء في فصائل "إرهابية".
ويحمل القرار "ثقلاً قانونيًا كبيرًا وسلطة أخلاقية"، رغم كونه رأيًا استشاريًا غير ملزم قانونيًا، بعد أن طلبت الأمم المتحدة من المحكمة توضيح التزامات إسرائيل بصفتها قوة احتلال لضمان وتسهيل توفير الإمدادات العاجلة والضرورية لبقاء الفلسطينيين.
وكان وضع الأونروا محورًا رئيسيًا في جلسات الاستماع التي استمرت أسبوعًا في أبريل الماضي، والتي لم تشارك فيها إسرائيل.
وعلى الرغم من إقرار تقرير مستقل قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا في أبريل 2024 بوجود "مسائل متعلقة بالحياد" في الأونروا، إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل "لم تقدم بعد أدلة داعمة" لادعائها بأن عددًا كبيرًا من موظفي الوكالة هم أعضاء في منظمات "إرهابية".
ويعد هذا القرار الثالث من نوعه الذي تصدره المحكمة بشأن ممارسات إسرائيل منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وكانت المحكمة قد قضت في يوليو الماضي بعدم قانونية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما أصدرت في وقت سابق حكمًا يأمر إسرائيل باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع ارتكاب إبادة جماعية في غزة.