الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سرقة متحف اللوفر تشعل فرنسا.. إنذار معطّل وسخرية في الشارع

  • مشاركة :
post-title
إدارة متحف اللوفر وضعت قطعة خشبية موضع النافذة التي كسرها السارقون

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عقب حادثة السرقة الجريئة التي بدت أشبه بفيلم سينمائي أو إحدى قصص اللص الفرنسي الأشهر أرسين لوبين، والتي استهدفت قطعًا ثمينة من مجوهرات التاج الفرنسي، تتواصل التساؤلات في فرنسا حول فعالية نظام الإنذار في متحف اللوفر، حيث أشارت تقارير إلى أن صفارات الإنذار انطلقت بعد فوات الأوان.

ورغم اعتراف وزير الداخلية لوران نونييز، في مقابلة مع قناة LCI يوم الاثنين، بأنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت جميع أجهزة الإنذار، خاصة المثبتة داخل خزائن عرض المجوهرات، قد أطلقت إشارات تحذيرية عند وقوع السرقة، إلا أنه أكد أن "أجهزة الإنذار عملت بشكل طبيعي"، موضحًا أن «الإنذار انطلق فور فتح اللصوص النافذة، وتم إخطار غرفة المراقبة بالمتحف، ثم جرى إبلاغ قوات الأمن على الفور، وفقًا للبروتوكول المتبع».

وأضاف نونييز أن الشرطة تلقت كذلك اتصالًا، ووصلت إلى الموقع خلال "ثلاث دقائق"، لكنها لم تتمكن من توقيف الجناة.

في المقابل، أصدرت النيابة العامة في باريس مساء الاثنين بيانًا أقل حسمًا، أوضحت فيه أن "عمليات التحقق من أداء أنظمة الإنذار لا تزال جارية".

كما أكدت نيابة باريس مجددًا صباح الأربعاء أن "التحقيق حول عمل النظام الأمني ما زال مستمرًا"، بحسب تقرير نشرته صحيفة Libération.

وكان المتحف قد أكد، في بيان رسمي، أن "أنظمة الأمن كانت تعمل بكفاءة"، وأن قيمة المسروقات تُقدّر بنحو 88 مليون يورو، مشيرًا إلى أن الخزائن الجديدة التي نُصبت في ديسمبر 2019 "أكثر تطورًا من سابقاتها".

النافذة المكسورة

سلطت عملية السرقة، التي بدت شديدة السهولة والتي استهدفت ثماني قطع من مجموعة جواهر التاج صباح الأحد، الضوء على بروتوكولات الأمن في متحف اللوفر، والتي تم اختبارها على مر السنين من خلال عمليات الاقتحام والسرقات.

مع ذلك، فجّرت السرقة سخرية الكثيرين، حيث نقل تقرير لصحيفة Le Figaro عن إحدى السائحات قولها: "لحسن الحظ أنهم لم يسرقوا الموناليزا".

بدأ الجدل بشأن كفاءة نظام الإنذار المثبت في النافذة التي استُخدمت لاختراق المتحف بعد حديث للصحفي ديدييه ريكنر من مجلة La Tribune de l’Art على قناة BFM TV، حيث كشف أن نظام الإنذار لتلك النافذة "تعطل قبل نحو شهر" وتم إيقافه مؤقتًا لتفادي الإنذارات الخاطئة.

ورجح ريكنر أن نظام إنذار النافذة لم يُعاد تشغيله منذ ذلك الحين، "ما يعني أن الإنذار لم يُصدر أي إشارة أثناء عملية الاقتحام"، حسب التقرير.

بدورها، نقلت صحيفة Franceinfo عن مصدر أمني قوله إن جهاز الإنذار في النافذة المعطوبة "كان خارج الخدمة منذ نحو شهر ونصف"، مؤكدة أن "النافذة لم تُصدر أي إنذار".

وذكرت شبكة France Inter الإخبارية، الأربعاء، أن نظام الإنذار المركزي المعروف باسم "Ramses"، والذي يربط بين متحف اللوفر والشرطة في حال حصول اقتحام أو سرقة، "لم يُفعَّل إلا بعد انطلاق الإنذار الثاني"، أي بعد أن قام اللصوص بقطع الزجاج المصفح الذي يحمي تاج الإمبراطورة أوجيني باستخدام منشار كهربائي.

وأضافت الشبكة أنه "لو كان نظام Ramses قد فُعِّل منذ فتح النافذة عند الساعة 9:34 صباح الأحد، لكانت الشرطة تمكنت من القبض على الجناة أثناء مغادرتهم الموقع".

تقصير أمني

تعكس المجوهرات التي يضمها متحف اللوفر تقلبات التاريخ الفرنسي على مر العصور. من فرانسوا الأول إلى ماري أنطوانيت ونابليون بونابرت والإمبراطورة أوجيني، جمع أفراد العائلة المالكة الفرنسية كميات هائلة من الأحجار الكريمة، ارتدوها في التيجان والخواتم والدبابيس والأساور والأقراط والقلائد، ووضعوها على الصولجانات والعروش، أو أخفوها. وخلال الحروب والتنافسات الملكية والثورات، بقيت عشرات الآلاف من هذه المجوهرات في حوزة الدولة الفرنسية.

وفي الواقع، لم تتضرر سمعة المتحف بهذا القدر منذ أن سرق فينتشنزو بيروجيا، الإيطالي الذي عمل في المتحف، لوحة الموناليزا عام 1911.

ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسودة تقرير سرية صادرة عن ديوان المحاسبة، وهي أعلى هيئة تدقيق في فرنسا، انتقادها لمتحف اللوفر لقصور نظام المراقبة بالفيديو في أجنحته الثلاثة، وللتخفيضات الكبيرة والتأخيرات في الإنفاق على الأمن في السنوات الأخيرة، واختلال الأولويات العامة.

وتشير الوثيقة إلى أن الإنفاق على الأمن في عام 2024 كان أقل بكثير مما كان عليه قبل 20 عامًا، مثل جناح ريشيليو، الذي يضم لوحات لبوسان ودورير وفيرمير، فضلاً عن المجموعات الفارسية وبلاد ما بين النهرين القديمة، حيث لا تغطي كاميرات المراقبة سوى 25% من 182 غرفة، بحسب التقرير.

وجاء في التقرير أنه كانت هناك "تأخيرات كبيرة في رفع المرافق التقنية للمتحف إلى المعايير الحديثة"، ويلقي باللوم على إدارة المتحف لتركيزها على المشاريع الجديدة بدلًا من "الأعمال الضرورية" التي يحتاجها المتحف.

ويشير التقرير إلى أن متحف اللوفر "يمتلك موارد وفيرة ينبغي أن يُخصصها كأولوية للأعمال العاجلة".