الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تخريب اتفاق غزة وضم الضفة.. إسرائيل تعرقل خطة ترامب للسلام

  • مشاركة :
post-title
دخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية على رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في الوقت الذي يعمل فيه المسؤولون الأمريكيون على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وجَّه أكثر من 40 عضوًا في الكونجرس دعوةً إلى الرئيس دونالد ترامب لكبح مخطط الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وانتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يوم الأحد الماضي، بشنِّ ضرباتٍ على رفح الفلسطينية جنوب القطاع. وزعم مسؤول عسكري إسرائيلي، في تصريحاتٍ لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، أن حماس هاجمت القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية بقذائف صاروخية ونيران قناصة؛ مما دفع إسرائيل إلى شنِّ ضرباتٍ في المنطقة بعد تسعة أيام فقط من بدء وقف إطلاق النار.

وعقد نتنياهو مشاوراتٍ أمنيةً مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وقادة الجيش، يوم الأحد الماضي، وأمرهم "بالتحرك بقوة" ضد ما وصفها بـ"الأهداف الإرهابية" في غزة. وأعلن الجيش أنه نفذ ضرباتٍ جويةً وقصفًا مدفعيًا في رفح الفلسطينية، ما دمَّر البنية التحتية لحماس.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأول (الاثنين)، عن قلقٍ متزايدٍ لدى المسؤولين الأمريكيين من احتمالية قيام نتنياهو بتفكيك اتفاق السلام في غزة.

وأفادت الصحيفة، نقلًا عن المسؤولين، بأن البيت الأبيض يسابق الزمن للحفاظ على اتفاق السلام في غزة، حيث توجَّه نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى إسرائيل لينضم إلى مبعوثَي الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين كانا أساسيين في التوسط بالصفقة.

وخلال وجوده في تل أبيب، قال "دي فانس" إن تنفيذ خطة دونالد ترامب يسير بشكلٍ أفضل من المتوقع، وإن حصول بعض العنف لا يعني انهيار الاتفاق. كما قال ويتكوف إن الولايات المتحدة تعمل بشكلٍ كبيرٍ مع إسرائيل والأمم المتحدة من أجل إدخال المساعدات.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، أن ويتكوف وكوشنر وجَّها رسالةً قويةً إلى نتنياهو في اجتماعٍ عُقد أمس الأول (الاثنين)، مفادها أن على إسرائيل تجنُّب التصعيد من خلال ضمان أن تكون ردود الفعل على أي انتهاكاتٍ مزعومةٍ لوقف إطلاق النار من قِبَل حماس متناسبة.

ويرى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري، أدولفو فرانكو، أن زيارة المسؤولين الأمريكيين تعني أن هذا الاتفاق أكبر من أن ينهار، لأنه مختلف عن الاتفاقات السابقة. وقال فرانكو، خلال برنامج "مسار الأحداث"، إن الرسالة التي أرادت واشنطن إيصالها مفادها أن الوضع معقد، وأن هناك كثيرًا من عدم الثقة والانتهاكات من الجانبين، لكن هذا "لا يعني انهيار الاتفاق".

وتعكس زيارة موفدي ترامب إلى إسرائيل عزم الولايات المتحدة على المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، رغم محاولات نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- تعطيله خلال الأيام الماضية.

ويواجه نتنياهو ضغوطًا للرد من أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل الداعمة لائتلافه، حيث دعاه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى استئناف الحرب في غزة بكامل قوتها.

وفي حين تركّز واشنطن على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، طالب 46 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيسَ دونالد ترامب بتعزيز رفضه ضمَّ إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، وحثوه على اتخاذ خطواتٍ عمليةٍ تضمن الحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين، وفق موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي.

وفي 25 سبتمبر الماضي، أدلى ترامب بتصريحاتٍ في البيت الأبيض أعلن خلالها أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة، رغم خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بالمضي قدمًا في الضم.

ومن المتوقع أن يصوِّت الكنيست، اليوم الأربعاء، في المناقشة التمهيدية على مشروع قانونٍ لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

وتأتي الخطوة الإسرائيلية نحو فرض السيادة على أجزاءٍ من الضفة الغربية المحتلة، رغم أن دولًا عدة حول العالم حذَّرت تل أبيب من الإقدام عليها واعتبرتها "خطًّا أحمر" لا يمكن تجاوزه.