في تطور جديد ضمن جهود تنفيذ خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس مؤتمرًا صحفيًا في المقر الأمريكي بمدينة كريات جات جنوب تل أبيب، بحضور المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لمتابعة تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس.
تقدم الخطة
قال "فانس" في مستهل بيانه إن "أسبوعًا مضى على خطة ترامب التاريخية للسلام، والأمور تتقدم بشكل أفضل مما كنا نعتقد"، مضيفًا أن "الوضع لا يزال صعبًا، فهناك عدوان متحاربان، حماس وإسرائيل وبينهما مواطنون عالقون في المنتصف".
وأكد نائب الرئيس الأمريكي أن بلاده لن تُجبر إسرائيل على السماح لقوات أجنبية بالعمل على أراضيها، مشددًا على ضرورة التحلي بالصبر في ما يتعلق بعودة المحتجزين، وقال إن الولايات المتحدة لن تحدد موعدًا نهائيًا لحماس، لكنه حذّر من أن "أمورًا سيئة ستحدث" إذا لم تتعاون الحركة.
كوشنر وويتكوف
قبل أسئلة الصحفيين، ألقى مبعوثا ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، خطابين مقتضبين، أكدا فيهما أن الاتفاق يسير وفق مرحلتين، الأولى تتعلق بإعادة المحتجزين، والثانية بإعادة الجثث.
وقال "كوشنر" إن "نصف الجثث قد أُعيد بالفعل"، مضيفًا أن "آلية خفض التوترات نجحت خلال الأسبوع الأول، ومع التزام الجميع، سنشهد مزيدًا من التقدم خلال الأسبوع المقبل".
وأشار "كوشنر" إلى أن إعادة الإعمار لن تبدأ في المناطق الخاضعة لسيطرة حماس، موضحًا أن الترتيبات تجري فقط في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بهدف "توفير مكان للعيش والعمل للفلسطينيين".
وبيّن أن تلك المناطق تقع على جانبي "الخط الأصفر"، الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية مع بدء سريان وقف إطلاق النار، بينما ستستبعد المناطق الواقعة خلفه والخاضعة لحماس من عملية الإعمار.
الموقف من تركيا
ردًا على سؤال حول دور تركيا في تنفيذ الاتفاق، أوضح "فانس" أن إسرائيل هي من ستقرر طبيعة القوات التي ستعمل على أراضيها، قائلًا: "لرئيس الوزراء نتنياهو رأي في هذا الأمر، لكن لكل طرف دوره، بعضها مالي وبعضها لوجيستي".
وأكد أن الولايات المتحدة لن تفرض على إسرائيل دخول قوات أجنبية، مشيرا إلى أن "للأتراك دور بنّاء"، وأضاف أن دعم تركيا لحماس أصبح "شيئًا من الماضي"، وأن "الأطراف تركّز على المستقبل والسلام رغم الخلافات السابقة".
وحول ملف المحتجزين، أوضح "فانس" أن إعادة جثث القتلى "لن تتم بين عشية وضحاها"، مضيفًا أن بعضهم "مدفون تحت الأنقاض، والبعض الآخر لا يُعرف مكانهم"، داعيًا إلى الصبر في هذه العملية، وقال إن واشنطن لن تضع موعدًا نهائيًا لإعادتهم لأن "بعض القضايا معقدة وغير متوقعة".
من جهته، أشار "كوشنر" إلى أن الجهود الحالية تتركز على إعادة الجثامين، مؤكدًا أن "نصفهم عاد بالفعل إلى إسرائيل"، وأن العمل جارٍ بالتعاون مع القوة الدولية لتحديد أماكن الباقين.
تحذيرات فانس
في ختام مؤتمره، قال "فانس": "إذا لم تنزع حماس سلاحها، فستحدث أمور سيئة"، مضيفًا أن نزع السلاح سيكون "الطريق إلى مستقبل أفضل للجميع"، وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على بناء القوة الأمنية دون وجود جنود أمريكيين في غزة، مشيرًا إلى أن دور بلاده يتمثل في "تنسيق الجهود بين إسرائيل والخليج وتركيا وإندونيسيا لتحقيق السلام".
وأوضح أن الهدف في المرحلة الحالية هو "إعادة إعمار غزة وضمان عيش الفلسطينيين والإسرائيليين بأمن وسلام"، مشددًا على أن واشنطن ستواصل دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.