الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأستاذ.. نجوم الفن يستعيدون ذكرياتهم مع يوسف شاهين

  • مشاركة :
post-title
ندوة يسرا

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

ترك المخرج المصري العالمي يوسف شاهين بصمة لن يمحوها الزمن، ليس فقط بأعماله التي خلّدت اسمه في تاريخ السينما المصرية والعربية، بل أيضًا في نفوس من عملوا معه وتأثروا بفكره ورؤيته وإنسانيته، فكان يوسف شاهين لا يُرى فقط في أفلامه، بل في ملامح كل فنان تخرّج في مدرسته، تلك المدرسة التي آمنت بأن السينما ليست مجرد كاميرا تدور، بل روح تُضاء، وصوت يُعبّر، وصدق يُبنى.

وفي احتفاء خاص بمئويته، نظم مهرجان الجونة السينمائي معرضًا لأعماله ضم صورًا ومحطات من مسيرته، إلى جانب ندوة فنية تحت عنوان "رحلة مع الأستاذ: من عدسته إلى عوالمهم الخاصة"، شارك فيها عدد من محبيه وتلاميذه، من بينهم يسرا، وفريد بوغدير، وجابي خوري، وبحضور نخبة من النجوم، منهم محمود حميدة، وحسين فهمي، وإلهام شاهين، وهالة صدقي، وروجينا، ولبلبة وغيرهم الكثير.

يسرا: شاهين علّمني أكون صادقة حتى مع نفسي

استعادت الفنانة المصرية يسرا ذكرياتها مع المخرج الكبير، مؤكدة أن العمل معه كان تحولًا فارقًا في حياتها الفنية والإنسانية، قائلة: "العمل مع يوسف شاهين من أهم المحطات في حياتي، لم يكن مجرد مخرج، بل معلم وفيلسوف وفنان من طراز خاص، امتلك رؤية متفردة وشغفًا لا حدود له بالسينما والحياة".

وأوضحت يسرا أنها أدركت منذ اللحظة الأولى أمام كاميرته أنها تعيش تجربة مختلفة، مضيفة: "كان يؤمن بأن التمثيل ليس أداءً فقط، بل صدقًا كاملًا يعيشه الفنان. كان يوجّهنا كممثلين وكبشر، يصرّ دائمًا على أن نكون حقيقيين حتى وإن واجهنا أنفسنا بمناطق لم نعرفها من قبل". 

وتابعت: "تشرفت بالعمل معه في "حدوتة مصرية" و"إسكندرية كمان وكمان" و"المهاجر" و"إسكندرية نيويورك"، وكل تجربة كانت مدرسة خاصة أضافت لي الكثير، فكان دقيقًا، صارمًا، لكنه مخلص للفن حتى النخاع، لا يعرف المجاملة ولا يخضع لحسابات السوق".

وأضافت يسرا بتأثر: "شاهين علّمني أن السينما ليست ترفيهًا فقط، بل وسيلة للتعبير والتغيير والبحث عن الحقيقة، كان يقول لي دايمًا: إذ لم يشعر الممثل بما بداخلك، بالتالي عمره ما يصل، وكان يهتم بأدق التفاصيل في الأداء والحركة والنظرة إلى أن يخرج منك أفضل ما بداخلك".

واختتمت حديثها قائلة والدموع تملأ عينيها: "وحشني جدًا على كل المستويات.. وجوده وضحكته ونقاشاته وطاقته، كان يجعلك تحب الحياة رغم صعوبتها، وتشعر أن الفن رسالة مش مهنة".

مواقف لا تُنسى

واستعادت يسرا مواقف طريفة جمعتهما قائلة: "أول لقاء بيننا قال لي "إنتي طويلة"، فقلت له "لأ"، فرد عليّ: "أنتي لمضة قوي"، كما روت أنها رفضت في البداية المشاركة في فيلم "حدوتة مصرية" لأنها لم تفهم السيناريو، وعندما أخبرته بذلك، أجابها بطريقته المعهودة: "أنتي حمارة".

وتابعت ضاحكة: "بعد 3 شهور جاءني في بيتي بنفسه، وقال لي لابد أن تقدمي هذا الدور وطلب مني تغيير لون شعري لأنه لا يحب اللون الأشقر".

جابي خوري: بدأت مهندس كهرباء وانتهيت تلميذًا في مدرسة شاهين

أما المنتج جابي خوري فكشف عن بدايته غير المتوقعة في عالم السينما قائلًا: "أنا في الأساس مهندس كهرباء، وجئت إلى مصر لأعمل في مجالي، لكن القدر قدمني إلى يوسف شاهين، جلست في مكتبه ثلاثة أشهر دون أي حديث عن السينما، حتى قال لي يومًا: "منذ ثلاث شهور كنت تتكلم عن الكهرباء، لكن أنا الآن أريدك أن تشتغل في الفن".

وأضاف خوري مبتسمًا: "قضينا شهورًا نتحدث على كل التفاصيل، حتى المرتبات، وكان يقول لي "أنا مدرس جيد"، وهكذا بدأت رحلتنا المهنية والإنسانية".

وأكد أن شاهين كان عبقريًا في كل تفاصيل الصناعة، قائلًا: "كان يمتلك حسًا موسيقيًا عاليًا، وعبقريًا في إدارة المكان، لو في 80 شخص في اللوكيشن، كان يعرف دور كل واحد بدقة".

لبلبة: آخر لقاء كان وداعًا

وتحدثت الفنانة لبلبة بدموعها عن آخر لقاء جمعها بالمخرج الراحل، موضحة: "فوجئت لما طلب يقابلني، لأن عمره ما كان بيبدأ الحديث بتحية حتى. قال لي "أنا عايزك في عمل"، وساعتها حسّيت إن الموضوع كبير".

وأضافت: "طلب مني ألا أرتبط بأي التزامات فنية لمدة 6 شهور، وقال لي "احفظي السيناريو كويس". كان عارف بالضبط هو عايز مني إيه، واختار لي أصعب مشهد في الفيلم، وهو مشهد النهاية".

واختتمت لبلبة حديثها بتأثر شديد: "آخر مرة حضني وقال لي "أنا حاسس إن ده آخر عيد ميلاد"، وعندما سمعت خبر وفاته بكيت جدًا، قلبي كان يشعر أنه اللقاء الأخير بينا ".

محمود حميدة: أنا ابن يوسف شاهين

أما الفنان محمود حميدة، فقال إن شاهين كان بمثابة الأب الروحي له، مؤكدًا: "أعتبر نفسي ابنًا ليوسف شاهين. تعلمت منه الكثير، وهو المخرج الوحيد الذي استطاع التعامل معي بعمق حقيقي. اكتسبت منه خبرات ما زالت تؤثر فيّ حتى اليوم، لأنه ببساطة مخرج لا يتكرر".

كما كشف الفنان حسين فهمي عن علاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين، وأكد أنه يمثل أستاذًا في المجال الفني والسينمائي، وتجمعه علاقة إنسانية كبيرة معه، على مدار سنوات من العمل الفني، قائلًا: "عملت مع يوسف شاهين وجمعنا الكثير من المواقف والعلاقة بيننا كانت رائعة، وكنت أحبه جدًا، فقد كان مخرجًا عظيمًا".