كامل الباشا: العمل تجربة صعبة وإنسانية في آن واحد
محمد حفظي: صوَّرنا في الإسكندرية لأنها جزء من روح الحكاية
أحمد عامر: التحدي كان في محدودية الشخصيات والمكان
مايان السيد: فخورة بأول مشاركة دولية.. وأحببت روح الإسكندرية
عبّر صناع فيلم "كولونيا" لموقع "القاهرة الإخبارية" عن سعادتهم الكبيرة بمشاركة عملهم ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، مؤكدين أن هذه المشاركة تمثل محطة مهمة في مشوارهم الفني وفرصة للاحتفاء بالسينما العربية أمام جمهور محلي ودولي متنوع، وسط إشادة متواصلة بالمهرجان الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يرسِّخ مكانته كأحد أبرز المهرجانات في المنطقة.
أعرب الفنان كامل الباشا عن فخره الكبير بمشاركة فيلمه ضمن المهرجان، مشيرًا إلى أن وجود العمل في هذا الحدث السينمائي يمثل شرفًا له ولكل فريق العمل، وقال: "مشاركة فيلم كولونيا في مهرجان الجونة شرف كبير لنا، سواء على المستوى الفني أو الشخصي، فالمهرجان أصبح له مكانة كبيرة في مصر والعالم العربي، ويُعد الحدث السينمائي الثاني في مصر بعد مهرجان القاهرة، إذ استطاع أن يبني في وقت قصير هوية خاصة وتاريخًا يزداد قوة عامًا بعد عام، سواء من جهة التنظيم أو نوعية الأفلام أو الحضور الجماهيري، وهذا مصدر فخر لأي فنان يكون جزءًا منه".
وأضاف "الباشا" أن المهرجان لا يُعد مجرد منصة لعرض الأفلام، بل مساحة للتبادل الثقافي والاحتفاء بصناعة السينما، موضحًا: "مهرجان الجونة ليس مناسبة نعرض فيها أفلامنا فحسب، لكنه أيضًا مساحة للحوار والالتقاء بين المبدعين من كل مكان".
وعن التحديات التي واجهته في الفيلم، كشف "الباشا" لموقع "القاهرة الإخبارية" عن أن الشخصية التي جسَّدها كانت مختلفة تمامًا عن شخصيته الحقيقية: "الدور كان صعب جدًا عليّ، لأنه بعيد عن مشاعري وطريقة تفكيري.. الشخصية قاسية في ظاهرها، لكنها في العمق إنسانية حساسة جدًا، تحب ابنها وتريد حمايته، لكن التعبير عن الحب يظهر بشكل خاطئ، هو نوع من الحنان المقموع بداخله الذي يخفيه حتى لا يظهر ضعفه، وكان ذلك يتطلب مجهودًا نفسيًا وتمثيليًا كبيرًا لتحقيق التوازن بين هذه الجوانب".
وأشار إلى أن الإيقاع هو العامل الحاسم في نجاح أي عمل سينمائي، قائلًا: "مدة الفيلم ليست ما يحدد نجاحه، سواء كان طويلًا أو قصيرًا، بل الإيقاع هو الفارق.. حين تكون المشاهد مترابطة ومتوازنة فنيًا، يظل المشاهد متابعًا باهتمام من أول لحظة حتى النهاية، أما إذا ضعف الإيقاع أو الأداء، يبدأ الملل بالتسلل، وهو ما حاولنا تجنبه تمامًا في عملنا".
واختتم الباشا حديثه مؤكدًا أهمية استمرار المهرجانات المصرية ودعمها للفنانين العرب، وقال: "مهرجان الجونة وغيره من المهرجانات المصرية تلعب دورًا مهمًا في دعم السينما العربية وفتح قنوات التواصل بين الفنانين.. وجودنا هنا ليس مجرد مشاركة، بل احتفاء بالفن وبكل من يبذل جهدًا ليقدّم عملًا صادقًا وجميلًا".
من جهته، أعرب المنتج محمد حفظي عن فخره الشديد بفيلم كولونيا، مؤكدًا أنه عمل تم تقديمه بروح مختلفة ومستوى فني يليق بالمهرجانات العالمية، وقال:"كان هدفنا من البداية أن نصنع فيلمًا بدقة واحترافية في كل تفصيلة، لذلك كان لا بد من تصويره في محافظة الإسكندرية، لأن أجواء المدينة جزء أساسي من الحكاية ومؤثرة جدًا في حالة الشخصيات، وبالفعل نجحنا في نقل روح الإسكندرية بصدق من خلال التصوير في أماكن حقيقية".
وأشار حفظي، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى أن اختيار فريق التمثيل كان من أبرز عوامل تميز الفيلم، موضحًا: "كنا حريصين جدًا على اختيار الممثل المناسب لكل دور.. أحمد مالك وكامل الباشا ومايان السيد كانوا اختيارات دقيقة، وكل واحد منهم أضاف بعدًا خاصًا لشخصيته، وحدث بينهم تناغم طبيعي انعكس على الشاشة بشكل قوي ومؤثر".
وأضاف أن الفيلم بدأ رحلته الدولية مؤخرًا، وحقق نجاحًا لافتًا في محطاته الخارجية، قائلًا: "الفيلم بدأ عرضه في مهرجان وارسو الدولي في بولندا، وهي محطة مهمة جدًا لأنه عُرض أمام جمهور ونقاد أوروبيين، ثم شاركنا في مهرجان الجونة، وستكون المحطة القادمة مهرجان أوسلو وعدد من المهرجانات العالمية الأخرى، على أن يُعرض تجاريًا في دور السينما قبل نهاية العام".
واختتم حفظي تصريحاته قائلًا: "الفيلم بالنسبة لي تجربة فنية وإنسانية خاصة، عملنا عليه بحب وإصرار، والنتيجة جاءت على قدر المجهود، أتمنى أن يشعر الجمهور بنفس الصدق الذي حاولنا أن ننقله في كل مشهد".
أما السيناريست أحمد عامر، فتحدث عن كواليس كتابة الفيلم، مؤكدًا أن التجربة كانت استثنائية على المستويين الفني والإنساني، وقال: "التحدي الأساسي في الفيلم كان أن عدد الشخصيات محدود، وجزء كبير من الأحداث يدور في مكان واحد، وهذا من أصعب أنواع الكتابة، لأنك تحتاج لخلق تنوع وتوتر درامي رغم قلة العناصر".
وأوضح عامر أن القصة تقوم على التفاعل الإنساني بين جيلين، قائلًا: "القصة في جوهرها تحكي عن علاقة أب وابنه.. الابن متمرد، والأب على شفا الموت، وتحدث بينهما مواجهة صريحة ومصالحة متأخرة عن كل الخلافات السابقة.. الفيلم يحمل جرعة عالية من المشاعر الإنسانية، ويقدّم المواجهة بين الأجيال بطريقة مختلفة عن أي عمل سابق".
وأشار عامر إلى أن الحوار كان من أصعب عناصر الكتابة: "الحوار تحدٍ كبير دائمًا، لأنك تحتاج لإيصال مشاعر ومعلومات دون مباشرة أو خطابية، نحاول طوال الوقت أن نقدم التفاصيل بطريقة غير مباشرة، ليجمعها المشاهد بنفسه مثل قطع البازل، فيتعرف على الشخصيات بعمق خلال رحلته معهم".
واختتم حديثه قائلاً: "الفيلم مستوحى من تجارب إنسانية قريبة من الواقع.. فكرة العلاقة بين الأب والابن يعيشها الجميع في مرحلة ما من حياتهم، خصوصًا عندما نكبر ونبدأ نعيد اكتشاف آبائنا من منظور مختلف.. كتبت العمل من القلب، لذلك هو تجربة صادقة جدًا بالنسبة لي".
أما الفنانة مايان السيد، فعبرت عن سعادتها الكبيرة بعرض فيلمها الجديد في مهرجان الجونة، مؤكدة أن التجربة تمثل محطة مهمة في مشوارها الفني، خاصة أنها المرة الأولى التي يُعرض لها فيلم من بطولتها ضمن مهرجان دولي.
وقالت: "هذه أول مرة يُعرض لي فيلم في مهرجان دولي، وأنا فخورة جدًا بنفسي وبالفريق الذي عمل معي أمام وخلف الكاميرا.. متحمسة لمشاهدة الفيلم كجمهور، وهذه التجربة أثّرت فيّ بشدة".
وأشارت مايان السيد إلى أن الدور الذي قدمته مختلف تمامًا عن أدوارها السابقة: "الشخصية التي قدمتها فتاة شعبية من الإسكندرية تعمل في فندق وتعيش قصة حب بسيطة وإنسانية جدًا.. التحدي الأكبر كان في اللهجة الإسكندرانية، لأنها رغم بساطتها تحتاج تركيزًا لتظل حاضرة في كل مشهد".
وأضافت: "الشخصية كانت حرة وعفوية جدًا، وهذا جعلني أستمتع بالتمثيل من دون قيود.. أتذكر يوم تصوير في الإسكندرية كان الجو ممطرًا والأرض مليئة بالمياه، لكنه كان من أجمل الأيام لأنه جعلنا نشعر فعلًا بروح المدينة".
واختتمت مايان حديثها قائلة: "هذه التجربة بالنسبة لي كانت مختلفة ومليئة بالمشاعر، وستظل قريبة من قلبي على المستويين المهني والإنساني".