اتهم المستشار فريدريش ميرز حزب البديل من أجل ألمانيا بالتجسس على سياسيين لصالح روسيا.
وقال ميرز في البرلمان الألماني البوندستاج، وهو يُلقي نظرة على الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا: "روسيا تُهدد ألمانيا وأوروبا بالتجسس، بما في ذلك من صفوفكم"، موجّهًا هذا الاتهام في بيان حكومي حول قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، والتي ستتناول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والقدرات الدفاعية الأوروبية، بالإضافة إلى قضايا مثل القدرة التنافسية والهجرة، بحسب موقع إن تي في الألماني.
وفيما يتعلق بروسيا، أكد ميرز أن ألمانيا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي الناتو لا يُشكلون أي تهديد لأحد، بينما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده يُهدد أمن القارة الأوروبية منذ ثلاث سنوات ونصف بالحرب ضد أوكرانيا، "التي تُزهق أرواحًا بشرية يوميًا بلا مبرر" — على حد وصفه.
زعزعة استقرارنا في ألمانيا
وتابع ميرز: "روسيا هي التي تُحاول زعزعة استقرارنا في ألمانيا وأوروبا بوسائل حرب هجينة، بالتخريب، والهجمات الإلكترونية، والتضليل المُستهدف، والتجسس، بما في ذلك من صفوفكم" — في إشارة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتتزامن اتهامات ميرز مع إعلان عضو البرلمان عن حزب البديل من أجل ألمانيا ماركوس فرونماير، المُقرّب من زعيمة الكتلة البرلمانية أليس فايدل ورئيس جمعية الحزب في ولاية بادن-فورتمبيرج، عن زيارة إلى موسكو قبل بضعة أيام.
وانتقدت أحزاب أخرى تقارب حزب البديل من أجل ألمانيا وروسيا، وقال مارتن هوبر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، إن هناك خطرًا كبيرًا من أن يُسرّب فرونماير معلومات سرية إلى الكرملين، ما يُعرّض أمن ألمانيا وأوروبا لخطر جسيم.
التجسس لروسيا
يُعرف فرونماير منذ سنوات بتقاربه الخاص مع نظام بوتين، ففي أوراق الاستراتيجية الروسية الصادرة عام 2017 ورد اسمه كعضو (كان لا يزال مُحتملًا آنذاك) في البوندستاج.
كما أشار ميرز إلى سياسيين آخرين من حزب البديل من أجل ألمانيا، مثل بيتر بيسترون، العضو السابق في البوندستاج، والذي يشغل حاليًا منصبًا في البرلمان الأوروبي، إذ يجري مكتب المدعي العام في ميونيخ تحقيقًا معه للاشتباه في تورطه في غسل أموال ورشوة، من بين أمور أخرى، وينصبّ التركيز على الاشتباه في تلقيه أموالًا للعمل لصالح موسكو.
وتُجرى تحقيقات مماثلة ضد ماكسيميليان كراه، السياسي في حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو عضو سابق في البرلمان الأوروبي وعضو حاليًا في البوندستاج، إذ يحقق مكتب المدعي العام في دريسدن معه للاشتباه في تورطه في رشوة وغسل أموال مرتبطة بمدفوعات صينية، كما تربط كراه علاقات وثيقة بروسيا.
وخلال رحلة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2023، استجوبه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن مدفوعات ربما تلقاها من مصادر مقربة من الكرملين، كما ذكرت مجلة دير شبيجل.
اتهام ميرز بـ"القمع"
لم تتطرق زعيمة الحزب أليس فايدل، زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، إلى هذه الادعاءات، وألقت خطابًا عن التراجع التام لألمانيا، وقالت في نهاية خطابها إن حزب البديل من أجل ألمانيا يدافع عن "الحرية وسيادة القانون"، مضيفة: "يمكنكم القيام بكل هذا معًا"، متهمة المستشار الألماني في الوقت نفسه بـ"قمع" حكومته.
وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في عام 2013 كحزب من منتقدي اليورو الذين عارضوا حزم الإنقاذ لدول جنوب أوروبا، وصنّف المكتب الاتحادي لحماية الدستور الحزب بأكمله على أنه يميني متطرف مشتبه به.