الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"البديل من أجل ألمانيا" يشعل مواجهة سياسية بين واشنطن وبرلين

  • مشاركة :
post-title
إيلون ماسك يتحدث في أحد مؤتمرات حزب "البديل من أجل ألمانيا"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اندلع خلاف جديد بين الولايات المتحدة وألمانيا، فور تصنيف وكالة الاستخبارات الداخلية في برلين حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف باعتباره "منظمة متطرفة يمينية"، ما دعا كبار المسؤولين في إدارة ترامب لمهاجمة الحكومة الألمانية.

ويأتي تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" كمنظمة يمينية متطرفة في أعقاب فحص متخصص أجراه المكتب الاتحادي لحماية الدستور، واستمر نحو ثلاث سنوات، ليسفر، وفقًا لوكالة الاستخبارات المحلية، عن أن الحزب يعمل ضد النظام الديمقراطي في البلاد بالأدلة القاطعة.

ويسمح هذا التصنيف للسلطات الألمانية بتكثيف المراقبة على الحزب وأعضائه، بما في ذلك استخدام مخبرين سريين ومراقبة الاتصالات، تحت الإشراف القضائي.

واحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المركز الثاني في الانتخابات الألمانية التي جرت في فبراير الماضي، بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات، وهو ما يمثّل ضعف نتيجته في الانتخابات الوطنية السابقة.

هجوم أمريكي

في تغريدة على موقع "إكس"، اتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ألمانيا بـ"الاستبداد المُقنّع"، وقال إن البلاد "يجب أن تتراجع عن مسارها ".

كما هاجم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس من وصفهم بـ"البيروقراطيين الألمان" في تغريدة أخرى، واتهم إياهم "بمحاولة تدمير" حزب البديل من أجل ألمانيا، مضيفًا أن "جدار برلين كان يتم إعادة بنائه من قبل مؤسسة البلاد".

وقال فانس: "هدم الغرب جدار برلين معًا. وأُعيد بناؤه، ليس على يد السوفييت أو الروس، بل على يد المؤسسة الألمانية".

وذكر إيلون ماسك إن حظر الحزب "سيكون هجومًا متطرفًا على الديمقراطية"، ووصف الحزب بأنه "وسطي" وكرر ادعاءات فانس بأنه "الحزب الأكثر شعبية" في ألمانيا.

وتأتي الانتقادات الشديدة من جانب كبار أعضاء الإدارة الأمريكية قبل أيام من تولي حكومة ائتلافية جديدة السلطة في برلين، التي تتألف من المحافظين من يمين الوسط والحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط.

وتتوافق تصريحات الأمريكيين مع أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، التي وصفت المكاسب الانتخابية التي حققها حزبها بأنها "نجاح مجيد"، ما أثار قلق قطاعات كبيرة من البلاد التي تدرك تماما ماضيها النازي.

وقالت في منشور على موقع "إكس" تعليقًا على القرار: "بما أن حزب البديل لألمانيا هو الحزب الأقوى في استطلاعات الرأي الآن، فهم يريدون قمع المعارضة وحرية التعبير".

الديمقراطية الألمانية

وفق النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، فمن بين التحديات الرئيسية التي ستواجه المستشار المحافظ الجديد فريدريش ميرز التفاوض على حلول لمختلف التحديات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتتضمن تلك التحديات الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، التي تهدد بضرب الاقتصاد الألماني الموجه نحو التصدير بشكل خاص؛ وكذلك إضعاف التحالف عبر الأطلسي، الذي اعتمدت عليه ألمانيا وأوروبا منذ فترة طويلة للدفاع عنهما، لكن، وفق التقرير، يبدو أن الخلاف الأخير يسلط الضوء على التباعد المتزايد بين الحكومتين.

وكتب رودريش كيسويتر، النائب البارز في حزب ميرز المحافظ، ردًا على تغريدة روبيو: "عليك أن تعكس مسارك بتفريغ النظام الدولي القائم على القواعد واستغلاله لصالح أوكرانيا وحلف الناتو"، مضيفًا: "أوروبا بحاجة إلى تشرشل لاحتوائهم".

بينما ردّت وزارة الخارجية في برلين بحدة قائلة إن "هذه هي الديمقراطية"، مضيفة أن الألمان "تعلموا من تاريخنا أن التطرف اليميني يجب أن يتوقف".

كانت وكالة الاستخبارات الاتحادية الألمانية ذكرت في تقييمها أن الحزب اليميني المتطرف "يهدف إلى استبعاد فئات سكانية معينة من المشاركة المتساوية في المجتمع".

وأضافت وكالة الاستخبارات الداخلية، في بيانها الصادر أمس الجمعة، أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" لا يعتبر المواطنين الألمان ذوي تاريخ الهجرة من الدول الإسلامية مساوين للشعب الألماني"؛ حسبما نقلت شبكة NBC News.