بعدما كانت بمثابة المصيدة لاصطياد الفلسطينيين الجوعى، من المتوقع أن تغلق مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل أبوابها بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والتي منحتها الإدارة الأمريكية سلطة توزيع المساعدات على السكان.
ومنذ بدء عملياتها في أواخر مايو 2025، استشهد ما يقرب من 1400 فلسطيني وجرح أكثر من 4000 آخرين أثناء بحثهم عن الطعام، وقتل ما لا يقل عن 859 شخصًا آخرين حول مواقع المنظمة الإغاثية التي تعرضت لانتقادات كبيرة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات عالمية.
إغلاق الأبواب
وتمتلك المنظمة أربعة مواقع تم إنشاؤها في المناطق التي زعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة، وأكد متحدث باسم مؤسسة الإغاثة لوكالة "أسوشيتد برس"، أنه بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار ستغلق المنظمة أبوابها خلال الأيام القليلة المقبلة أثناء نقل المحتجزين إلى إسرائيل.
وكجزء من الاتفاق الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتم السماح بزيادة تدفق المساعدات اليومية إلى داخل قطاع غزة، بداية من اليوم الاثنين، تشمل مساعدات غذائية ومستلزمات طبية ووفودًا، من خلال جميع المعابر المعتمدة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام.
خطة طويلة
ولكن المسؤول الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من المساءلة، أكد أنه لا يوجد تغيير في الخطط الموضوعة طويلة الأمد للمنظمة، حيث يمكن أن يعاد فتح أماكن توزيع المساعدات إذا سمح الأمر بذلك مرة أخرى، إلا أن الجدل الذي أثير حولها طوال الأسابيع الماضية، يمكن أن يكون سببًا في عدم إعادتها مرة أخرى.
وكان الاحتلال الإسرائيلي في خضم الحرب المدمرة التي شنها على القطاع، قد قام بمنع إدخال جميع المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى القطاع لمدة شهرين ونصف الشهر، متحججًا بأن حماس تسرق المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، وقام بالاتفاق مع الولايات المتحدة بأن تحل المؤسسة الأمريكية محل النظام الأممي.
قلق بالغ
وعقب أقل من شهر، تعرضت تلك المنظمة التي قدمت لها واشنطن 30 مليون دولار لمواصلة عملياتها، للانتقاد اللاذع بعدما سقط على أبوابها المئات من الفلسطينيين الجائعين الذين يبحثون عن الطعام، بينما اتهموا جيش الاحتلال بأنه يستغل نظام التوزيع للوصول إلى معلومات.
وأعرب خبراء الأمم المتحدة وقتها عن قلقهم البالغ إزاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، قائلين إن الفلسطينيين يدفعون الثمن الباهظ لفشل المجتمع الدولي القانوني والسياسي والأخلاقي، وأن القوات الإسرائيلية والمتعاقدين العسكريين الأجانب يطلقون النار عشوائيًا على طالبي المساعدة.