الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الخبز".. طريقة الأوكرانيين للعلاج من صدمات الحرب

  • مشاركة :
post-title
علاج الجنود بالخبز

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لجأ الجنود الأوكرانيون إلى الخبز كعلاج، لتخطي الصدمات النفسية التي خلّفتها الحرب الروسية الأوكرانية المستعرة منذ 2022، إذ يتعلم المحاربون القدامى الذين تعرضوا لصدمات نفسية كيفية الاسترخاء والابتسام في الفصول الدراسية التي تقدمها المخابز التي أطعمت الأمة لفترة طويلة، بحسب "ذا تايمز" البريطانية.

وفي كييف يجتمع الرجال حول طاولة، يراقبون باهتمام خبازًا يُشكّل العجين بمهارة إلى أرغفة مستديرة، وتفوح في الهواء رائحة الزبدة الدافئة والقشرة المحمصة، لكنها ليست دورة خبز عادية، إذ إن الخبازين هم جنود أصيبوا في القتال أو أُطلق سراحهم للتو من الأسر الروسي.

بدأ فلاد مارشوك، البالغ من العمر 34 عامًا، افتتاح مخبزه عام 2022، بعد أشهر من دخول الدبابات الروسية أوكرانيا، وبينما واجهت كييف أسوأ قصف بالقذائف، لم تكن الحرب بعيدة عن أبواب المخابز، إذ يتدرب الجنود، كل يوم اثنين، برفقة طبيب نفسي، على صنع العجين، وتضفير خبز الحلة، وخبز الكعك.

علاج الجنود بالخبز

قال مارشوك: "لدينا العديد من الفتيان والفتيات مبتوري الأطراف، وغيرهم ممن يحتاجون إلى مساعدة في إعادة التأهيل النفسي والجسدي، ومن واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا، لمساعدة الجنود الذين كثير منهم مبتورو الأطراف أو يعانون اضطراب ما بعد الصدمة".

على بُعد مئات الأميال جنوبًا، تُشكّل أهمية الخبز على المائدة الأوكرانية جوهر منظمة "اخبزوا من أجل أوكرانيا"، وهي منظمة صغيرة غير ربحية تُدير مخبزًا متنقلًا في مدينة ميكولايف الجنوبية، التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة.

يعمل مخبز مارشوك مع مستشفيين يُحيلان الجنود إليهما، لكن عشر منظمات أخرى تواصلت معه راغبة في المشاركة، إلا أنه مخبزه لا يملك المساحة الكافية ولا التمويل الكافي لاستيعاب هذا العدد الكبير من المحاربين القدامى.

علاج الجنود بالخبز

دميتري أحد الجنود المشاركين، وهو في أوائل العشرينات من عمره، انضم إلى لواء آزوف عندما كان عمره 18 عامًا وتم أسره في مصنع آزوفستال المحاصر في ماريوبول في ربيع عام 2022.

تم احتجازه في سجن أولينيفكا في روسيا، الذي تتهم أوكرانيا موسكو بقصفه عمدًا في يوليو الماضي من ذلك العام، ما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 62 أسير حرب أوكرانيًا.

تركت الهجمات الروسية المدينة بأكملها بدون مياه شرب لأكثر من ثلاث سنوات، بينما تتعرض لهجمات متكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ.

علاج الجنود بالخبز