الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مدير التصوير محمود عبد السميع: تكريمي في "القاهرة السينمائي" له مكانة خاصة بقلبي

  • مشاركة :
post-title
مدير التصوير محمود عبد السميع

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لا أنسى توثيقي لانتصار أكتوبر المجيد وأعمل حاليًا على تأسيس متحف السينما

بين عدد من الأسماء التي قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريمهم في نسختها الـ46، كان هناك أحد الأسماء صاحبة التاريخ الطويلة في مسيرة صناعة السينما، وهو مدير التصوير المصري محمود عبد السميع، صاحب المشوار الطويل والسجل الحافل المليء بالأعمال البارزة التي أثرت وجدان أجيال، إذ أعلن الفنان حسين فهمي في المؤتمر الصحفي، الذي أقيم اليوم الأحد، عن تكريم مدير التصوير البارز في حفل الختام بمنحه جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر تقديرًا لمسيرته الطويلة في إثراء السينما المصرية؛ نظرًا لما قدمه خلال مشواره من عشرات الأفلام التسجيلية والروائية التي حملت بصمته البصرية المميزة، وأضافت للسينما المصرية، بجانب دوره المهم في تأسيس متحف السينما، ومهرجان جمعية الفيلم.

تكريم له مكانة خاصة

يبقى تكريم مهرجان القاهرة السينمائي ذا مكانة خاصة ومميزة في قلب كل سينمائي أمام الكاميرا كان أو خلفها، هذا ما أشار إليه مدير التصوير المصري في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية"، إذ قال: "حصلت على مدار تاريخي الفني على تكريمات كثيرة من مهرجانات عدة، لكن يظل تكريم مهرجان القاهرة السينمائي صاحب مكانة خاصة في قلبي، وجاء في الوقت المناسب، فهو تكريم يحمل قيمة كبيرة، لأنه الأقرب إلى وجداني".

يوضح محمود عبد السميع أن الفنان حسين فهمي هو من أبلغه بالخبر، إذ قال له: "اكتشفنا أنك لم تكرّم من قبل في المهرجان، وسنكرمك هذا العام تقديرًا لمشوارك الطويل في السينما".

ذكريات البدايات

استعاد "عبد السميع" ذكريات البدايات قائلًا: "كنت مولعًا بالقراءة، وذات يوم سألني والدي عن كتاب كنت أقرأه، وحين علم أنه عن السينما قال لي: إذا لم تحصل على شهادة الثانوية العامة فلن تصل إلى ما تحب. وتلك النصيحة غيّرت حياتي بالكامل، وبعد نجاحي، التحقت بجمعية الفيلم، وهناك تعلمت أسس الدراما والتصوير والإخراج قبل دراستها أكاديميًا، وهو ما جعلني أؤمن بأن أي فن بلا ثقافة ووعي لا قيمة له، فلا بد أن يكون الفنان مُطلعًا على التاريخ، والنواحي النفسية والعلمية".

محمد عبد العزيز

تضم قائمة المكرمين في المهرجان أسماء عدة ممن أثروا صناعة السينما، لكن مدير التصوير المصري توقف عند تكريم المخرج محمد عبد العزيز بالجائزة نفسها في تلك الدورة، إذ قال: "هو مخرج له قيمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، ودائمًا ما كانوا يلقبونه بشيخ المخرجين، لأنه كان فنانًا ملتزمًا لم يقدم في حياته عملًا لم يقتنع به".

متحف السينما وعدسة على الجبهة

ينشغل "عبد السيمع حاليًا بمشروع قومي مهم، وهو متحف السينما، والذي قال عنه: "أعمل حاليًا على تأسيس متحف السينما، حيث بدأنا بالفعل في جمع المقتنيات السينمائية النادرة، كما التقيت بوزير الثقافة المصرية أحمد فؤاد هنو للوقوف على التفاصيل النهائية، ونعمل حاليًا على جمع البيانات من كل الجهات، سواء مقتنيات الفنانين الراحلين من أقاربهم أو من الاستوديوهات".

لم تكتف كاميرا عبد السميع على تصوير الأعمال السينمائية الروائية منها أو التسجيلية فحسب، بل حرص مدير التصوير على توثيق لحظات النصر العظيم، التي لا تغيب عن باله، إذ قال: "تشرفت بأنني كنت أول مصور سينمائي يدخل الجبهة عام 1969 خلال وقف إطلاق النار، كما حرص على أن أوثق بكاميرتي لحظات من انتصارات أكتوبر المجيدة".

أعمال يعتز بها

وعن أعماله التي يعتز بها قال: "كل فيلم له طبيعته الخاصة، لكن فيلم العوامة 70 من أقرب الأعمال إلى قلبي، لأنه تجاوز الأشكال التقليدية للسينما المصرية، كما أكد النقاد، خصوصًا في لغته البصرية".

أضاف: "تعلمت من عملي في الأفلام الوثائقية كيف أتعامل مع أضيق المساحات وأقل الإمكانيات، وأصور أحيانًا بلا إضاءة تقريبًا، وهذا ما طبقته في "العوامة 70" حيث نقلت الواقع كما هو، محولًا الظل والصورة إلى مضمون يخدم الفكرة".

كما تطرق أيضًا لأهمية فيلم "التعويذة" في مسيرته، موضحًا: "في هذا الفيلم جعلت الكاميرا طرفًا في الصراع مع القوة الشريرة، فكنت أحرص على أن تنخفض الكاميرا كل مرة يشعر فيها البطل بوجود تلك القوة".

تجارب أجبر عليها

لم تمر أعمال محمود عبد السميع بوتيرة واحدة بل شهدت صعودًا وهبوطًا، لدرجة أنه لم يكن راضيًا عن بعض التجارب، إذ قال: "صوّرت فيلمين رغمًا عني، لم أكن موافقا عليهما، لكن بعض السينمائيين ضغطوا عليّ للمشاركة، أحداهما كان فيلم "الطعنة" إخراج عبد الهادي طه، ورغم أنني حصلت على أعلى أجر، فإنني كنت أعاني نفسيًا خلال التصوير".