الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع صيد الأسماك

  • مشاركة :
post-title
سمك الصوري

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تستعد اليابان لإطلاق خدمة مبتكرة، خلال موسم الصيد المقبل، تهدف إلى مساعدة الصيادين في تحديد مناطق صيد "سمك الصوري" بدقة أعلى، من خلال تحليل بيانات بحرية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأعلن مركز خدمة معلومات مصايد الأسماك في اليابان -هيئة بحثية تتخذ من طوكيو مقرًا لها- أنه سيبدأ قريبًا تقديم خرائط تنبؤية جديدة تظهر مواقع الصيد المحتملة مصنفة حسب أحجام الأسماك، في خطوة تُمثل تطورًا إضافيًا في استخدام التكنولوجيا لدعم قطاع الصيد البحري.

ومنذ عام 2020، اعتمد المركز على الذكاء الاصطناعي لتحليل درجات حرارة مياه البحر وسجلات الصيد السابقة للتنبؤ بمناطق تواجد سمك الصوري، وتحسنت دقة التوقعات عامًا بعد عام، حتى بات النظام قادرًا اليوم على تقدير أحجام الأسماك في كل منطقة محتملة.

وتُقسم الخدمة الجديدة مواقع الصيد إلى فئتين رئيسيتين، الأولى المناطق التي يتوقع أن تحتوي على نسبة تزيد على 70% من الأسماك الصغيرة، التي يقل وزنها عن 100 جرام، والثانية المناطق التي تظهر وجودًا أعلى نسبيًا من الأسماك المتوسطة والكبيرة، التي يتجاوز وزنها 100 جرام.

وسيعبر عن هذه الفئات بصريًا على الخرائط البحرية الرقمية، إذ توضع نقاط صغيرة للأسماك الصغيرة، وعلامات أكبر للأسماك الأكبر حجمًا.

وبحسب بيانات المركز، بلغ إجمالي صيد سمك الصوري من أغسطس إلى نهاية سبتمبر 2025، نحو أكثر من 28 طنًا، أي ما يعادل 2.4 ضعف ما تم صيده في الفترة نفسها من العام الماضي. كما لوحظ أن أحجام الأسماك كانت أكبر من المعتاد، إذ وصل وزن بعضها إلى 200 جرام، بسبب وفرة الغذاء في المياه.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح وجود أسماك الصوري الكبيرة التي تتجاوز 150 جرامًا نادرًا، ما قلل من البيانات المتاحة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. غير أن مسؤولي المركز أكدوا أنه حال استمرار تحسن أعداد الأسماك الكبيرة، فسيتمكن النظام قريبًا من التمييز بدقة بين الأحجام المتوسطة والكبيرة.

وتدمج التوقعات ضمن نظام "إيبيسو كون"، الذي يزود السفن بمعلومات آنية عن درجة حرارة المياه وتيارات المحيط، ويتيح عرض مواقع الصيد المتوقعة لليوم الحالي واليومين التاليين على الخرائط الرقمية.

وقال كوهي أويشي، المدير التنفيذي في التعاونية الوطنية لصيد الأسماك، إن الخدمة الجديدة ستحدث فارقًا كبيرًا في عمل الصيادين، مضيفًا: "تستخدم معظم السفن بالفعل نظام إيبيسو-كون، وسنكون ممتنين لأي تحسين إضافي في الدقة، خاصة في تصنيف أحجام الأسماك".

ويتوقع أن تًسهم هذه التطورات في تعزيز أرباح الصيادين وتحسين إمدادات السوق المحلية من سمك الصوري الكبير، الذي يُباع عادة بأسعار أعلى مقارنة بالأسماك الصغيرة المخصصة للتعليب أو الأعلاف، ما يجعل الصيد الانتقائي أكثر استدامة وربحية في الوقت نفسه.