الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خط أحمر لموسكو.. خلاف جديد بين روسيا وأمريكا بسبب قاعدة باجرام

  • مشاركة :
post-title
لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع قادة طالبان

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تجددت المواجهة والخلاف الروسي الأمريكي على الأراضي الأفغانية، بعد أن حذرت موسكو من أنها تعتبر أي وجود عسكري أجنبي جديد في أفغانستان أو الدول المجاورة غير مقبول.

جاء هذا البيان بعد أسابيع من تصريح الرئيس دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة تدرس خيارات استعادة قاعدة باجرام الجوية، المجمع العسكري الضخم الذي هُجر خلال انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" عام 2021.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ملوحًا إلى استعادة القاعدة العسكرية: "إذا لم تُعِد أفغانستان قاعدة باجرام الجوية إلى من بنوها، أي الولايات المتحدة الأمريكية، فستحدث أمور سيئة".

وقبل أربع سنوات، وتحديدًا عام 2021، تحت إدارة الرئيس جو بايدن، انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان في مشهد فوضوي، إذ شاهد العالم مواطنين أفغانًا يركضون على المدرج خلف الطائرات الأمريكية في محاولة للتشبث بها. ومع ذلك، تذكرت إدارة ترامب أن هناك أمرًا مهمًا ربما تم نسيانه، قاعدة "باجرام" الجوية العسكرية.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع قادة طالبان

خلال اجتماع رفيع المستوى في موسكو ضمّ حكومة طالبان الأفغانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن موسكو تضع خطًا أحمر ضد تجدد التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة.

وقال لافروف، إن نشر البنية التحتية العسكرية لأي دولة ثالثة على أراضي أفغانستان، وكذلك على أراضي الدول المجاورة، أمر غير مقبول بتاتًا تحت أي ذريعة، محذرًا من أن أي وجود عسكري من خارج المنطقة لن يؤدي إلا إلى جلب المزيد من عدم الاستقرار.

يعكس موقف روسيا حساسيات عميقة شكّلها تاريخها في أفغانستان، بعد أن خاض الاتحاد السوفيتي السابق حربًا هناك استمرت عقدًا من الزمان قبل أن يسحب قواته عام 1989، وهو صراع خلّف عشرات الآلاف من القتلى وأسهم في انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية المطاف.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة، أغسطس 2021، سعت موسكو إلى تعزيز علاقاتها مع كابول، مع ترسيخ مكانتها كقوة مؤثرة في آسيا الوسطى، يوليو الماضي، أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسميًا بحكومة طالبان، وشطبتها من قائمة المنظمات المحظورة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وفي محادثات أمس الثلاثاء، قال لافروف، إن موسكو ترغب في توسيع التعاون التجاري والطاقة مع أفغانستان، وتعميق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات، كما أدان العقوبات الغربية والتجميد المستمر للأصول الأجنبية لأفغانستان، واصفًا هذه الإجراءات بأنها "عدائية وغير مجدية".

كما حضر ممثلون من الصين والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان اجتماع موسكو، الذي ركز على الأمن الإقليمي والتنمية الاقتصادية، تأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تواصل فيه حركة طالبان، التي لا تزال معزولة إلى حد كبير على الساحة العالمية.

من جانبه؛ أشاد وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، الذي قاد وفد طالبان، بالتواصل الدبلوماسي لموسكو، قائلًا: "نقدر الخطوة الجريئة من الاتحاد الروسي بالاعتراف رسميًا بإمارة أفغانستان الإسلامية، نتمنى أن تحذو جميع الدول حذوها".

قاعدة باجرام

ومن المتوقع أن يظل النزاع حول باجرام دون حل، مع تمسك طالبان بموقفها ودراسة الولايات المتحدة لخياراتها، ومن المرجح أن تؤثر هذه المواجهة على العلاقات الأمريكية الأفغانية، لا سيما فيما يتعلق بالمصالح الإستراتيجية في جنوب ووسط آسيا.

وأنشئت قاعدة باجرام في خمسينيات القرن الماضي على يد القوات السوفيتية، على بعد 50 كيلومترًا شمال العاصمة كابول في موقع قريب من الحدود الصينية، وكانت مركز عمليات مهم للاتحاد السوفيتي في فترة احتلاله لأفغانستان، وبعد الاحتلال الأمريكي أصبحت أيضًا مركز العمليات الرئيسي له.

وأنفقت الولايات المتحدة ما يزيد على 60 مليون دولار أمريكي لتوسعة القاعدة لتتسع لأكثر من 10 آلاف جندي، وفي 2006 أنفقت أيضًا ما يقارب 100 مليون دولار على توسعة مدرج طائرات الشحن، وبعد الانسحاب الأمريكي في 2021 من أفغانستان، أصبحت القاعدة تحت أيدي حركة طالبان بعد سقوط الحكومة آنذاك.